قصة الجارة الخبيثة الجزء الأول
كان هناك في قديم الزمان رجلاً فقيراً، أخلاقه القرءان ومنهجه سنة خير الأنام؛ في الصباح الباكر لكل يوم يحمل حاله مباشرةً بعد صلاة الفجر وأداء الأذكار
ويذهب إلى الغابة ليجني حصاد عمله، إذ كان يعمل حطاباً يقوم بتقطيع بعض الفروع من أشجار الغابة الكثيفة، ويقوم ببيعها ليتقوت هو وزوجته وأطفاله الصغار، وهذا كان
حاله كل يومٍ، وبعد الانتهاء من عمله يعود إلى منزله جالباً لأسرته قوت يومهم، كان حامداً شاكراً لأنعم الله؛ وذات يومٍ خرج الحطاب كعادته إلى عمله وبينما
وهو يضرب بفأسه الأشجار ليقطعها جاءه رجل غريب لم يره من قبل يتذمر من الضجة التي يحدثها صوت الفأس أثناء ضربه للأشجار، فأخبره الحطاب أن لا حيلة بيده، وأن ما يفعله لإطعام أطفاله الصغار
فاتفق الرجل الغريب مع الحطاب على اتفاق، أن يعطيه شاه بها شيئاً غريباً إذ تحلب من ناحية لبناً صافياً ومن الناحية الأخرى تحلب عسلاً فيه لذةٍ للشاربين لإطعام
الصغار مقابل ألا يأتي الحطاب مرةً أخرى إلى الغابة ليقطع الأخشاب ويصدر أصواتاً مزعجةً من جديد، بداية الأمر لم يصدقه الحطاب ولكن عندما ذهب إلى البيت
تأكدا هو وزوجته من كلام الرجل، فحلبت الزوجة الشاه وقامت بإطعام زوجها وأبنائها لبناً وعسل، ولما أصبح الصبح أخذ الحطاب الشاة وأعطاها للراعي ليأخذها
مع أغنامه لترعى معهم، ولكنه أخبر الراعي أن يأخذ باله من شاته لأنها ليست كمثيلاتها إذ أنها تحلب من ناحية لبنا ومن الناحية الأخرى عسلا، فكذبه الراعي، فأخبره الحطاب:”إن لم تصدقني فتأكد بنفسك من كلامي”
فلما تأكد الراعي من كلامه زاغت الشاه في نظره وعزم على استبدالها بأخرى لها نفس مواصفاتها، وعندما حلبت الزوجة الشاه لإطعام صغارها وجدتها عادية لا تحلب
سوى اللبن فاشتكت لزوجها، فذهب الحطاب إلى الراعي ليأخذ منه شاته، فأنكر الراعي مما جعل الحطاب يشتكيه إلى القاضي فما كان من القاضي إلا أنه لم يصدق
القصة من الأساس، فاستسلم الحطاب للأمر الواقع؛ وفي اليوم التالي عاد الحطاب لعمله السابق، ومع أول ضربة بالفأس جاءه الرجل الغريب مرة ثانية، وقال له:” ما الذي أتى بك من جديد إلى هنا؟ ألم تعطني وعداً بذلك؟”
فحكى الحطاب للرجل قصته مع الراعي؛ فأعطاه الرجل هذه المرة مكيالاً عجيبا كلما أراد ذهبا يطلب منه فيمتلئ، وعاد إلى زوجته فرحاً وطلب منها أن تستعير من
جارتها قدراً حتى يضعا فيه الذهب ليأخذه إلى السوق ويشتري ما يلزم، فذهبت الزوجة إليها ولكن الجارة لديها مرض التدخل في شئون الغير ما جعلها تضع مادة لاصقة بقعر القدر لتعلم ماهية الشئ الذي سيضعانه بالقدر، ولما ردت الزوجة القدر إلى جارتها، وجدت الجارة قطعة من
الذهب الخالص بقعره التي قامت بردها لأصحابها، ولكن الزوجة أبت أن تأخذها وأعطتها المزيد منه وأخبرتها بطيبة قلبها القصة كاملة، فطلبت الجارة المكيال من الزوجة لغرض ما وأنها ستقوم بإرجاعه فور الانتهاء، ولكن الجارة قامت باستبداله أيضا بمكيال مماثل
ولما طالبت الزوجة بالأصلي..يتبع
الجزء الثاني من هنا