Uncategorized

الأجداد أكثر حباً وتعلقاً بالأحفاد من الأبناء.. هكذا يقول العلم وهكذا يقول الأجداد أيضاً

هناك مقولة شعبية مشهورة ” ما أغلى من الولد إلاّ ولد الولد” يقولها الأجداد، وهم يحضنون أحفادهم ويقبلونهم.

لكن ما رأي العلم في هذه المقولة الشعبية، التي يقولها الأجداد وهم يضمون أحفادهم، ويقبلونهم ويعاملوهم كالكبار؟؟

عندما تقبل الجدات الأحفاد ويصحطب الجد الأحفاد معه إلى الحدائق والأعمال ونوادي الكبار فهم يفـ.ـجرون فيهم كل الحنان المكنون بداخلهم ويرون فيهم امتدادهم، لكن هل يخفف هذا الحب والحنان الموجه للأحفاد من حب الوالدين لأبنائهم الكبار الذين غدوا أباء وأمهات اليوم؟

يقول العلم إن كل مشاعر الحب والحنان والمشاعر الدافئة التي يظهرها الأجداد نحو الأحفاد يقابلها مشاعر عقلانية اتجاه أحفادهم البالغين وحتى اتجاه أولادهم.

فالأجداد يفتـ.ـشون بالمشاعر التي تنتاب أحفادهم الصغار، لكنهم يبحثون عما يجول بفكر أولادهم وأحفادهم البالغين، هذا ما توصلت إليه أول دراسه علمية بهذا الخصوص.

في أول دراسة من نوعها، توصل باحثون إلى الإثبات العلمي لما لمسه أصلا كثر من المحظوظين الذين عايشوا جداتهم، وهو أن لديهن غـ.ـريزة قـ.ـوية لحماية أحفادهن، ومقومات بيولوجية تجعلهن يتعلقن بهم.

ومقارنة بنتائج الدراسة عن الآباء، لاحظ الباحثون أن مناطق مرتبطة بالتعاطف العاطفي هي التي نُشطت بشكل مكثف في أدمغة الجدات عندما يتعلق الأمر بالأحفاد.

يميل معظم الناس للاعتقاد بأن الجدات يملكن عطفا أكبر على أحفادهن منه على أولادهن، وهذا بالفعل ما يظهر بسلوك الجدات والأجداد لقد صقلتهم الحياة، وأرتهم أن الأحفاد هم امتداد لهم، وربما للطف الصغار يتعلق بهم الأكبر أكثر من تعلقهم بالبالغين.

وهذا الاعتقاد أصبح حقيقة علمية، إذ أكد باحثون أنهم توصلوا في دراسة أجروها إلى إثبات ما لمسه أصلا كثر من المحظوظين الذين عايشوا جداتهم، وهو أن لديهن غـ.ـريزة قـ.ـوية لحماية أحفادهن، ومقومات بيولوجية تجعلهن يتعلقن بهم.

فللمرة الأولى، كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة “بروسيدينغز بي” عن تفسير عصبي لهذه الصلة بين الأجيال.

وأجرى باحثون في جامعة إيموري في ولاية جورجيا الأمريكية تحليلا بواسطة التصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي لأدمغة 50 جدة عرضت عليهن صور احفادهن الذين تراوح أعمارهم بين ثلاثة أعوام و12 عاما.

وعُرضت عليهن أيضا على سبيل المقارنة صور لأطفال لا يعرفنهم، ولأحد أولادهن الذي أصبح بالغا، ولشخص بالغ مجهول.

وشرح المعد الرئيسي للدراسة عالم الأنثروبولوجيا والأعصاب جيمس ريلينغ لوكالة الأنباء الفرنسية إن الجدات “شعرن فعلا بما بدا أن حفيدهن في الصورة يشعر به.

فهن ابتهجن إذا كان يبدو الحفيد في الصورة فَرِحا، وأحسسن بالضيق في حال بدا منزعجا”.

وأضاف أن الصور “تنشط مناطق الدماغ المختصة بالتعاطف، وأجزاء أخرى معنية بالحركة”.

وتنشط مناطق الدماغ نفسها أيضا لدى الأمهات، ويُفسر ذلك على أنه مرتبط بغـ.ـريزة تجعل الأم تتواصل مع طفلها أو تتفاعل معه.

وعلى العكس، عندما كانت الجدات يشاهدن صور أولادهن البالغين، رصـ.ـد الباحثون نشاطا مكثفا لديهن في المناطق المتعلقة بالارتباط الإدراكي، كالسعي لفهم ما يفكر فيه أبناؤهن أو يشعرون به ولماذا، من دون كثير من التفاعل العاطفي، أي أن العقل يغلب الشعور في هذه الحالة.

ويمكن ربط هذه النتائج جزئيا، بحسب جيمس ريلينغ، بالشكل المحبب للأطفال، وهي ظاهرة معروفة علميا يتشارك فيها الإنسان مع عدد من الكائنات، ومن شأنها إثـ.ـارة رد فعل يتعلق بالحماية.

أول دراسة من نوعها

لم يهتم العلم كثيراً بالعواطف التي تظهرها الجدات اتجاه الأحفاد والتي تكون عادة أكثر من تلك التي تظهرها الجدات اتجاه أولادهم الكبار او حتى أحفادهم البالغين، ومع ذلك فإن العلماء يجدون في الأوقات المريحة وقتاً لمثل هذه الدراسة.

فقد أراد جيمس ريلينغ الذي سبق أن أجرى بحثا عن الآباء، أن يركز على الجدات لاستكشاف نظرية في علم الأنثروبولوجيا تُعرف باسم “فرضية الجدة”.

وبحسب هذه النظرية، جعل التطور المرأة تعيش كثيرا – ولمدة طويلة بعد فقـ.ـدانها القدرة على الإنجاب – حتى تتمكن من رعاية الأجيال اللاحقة.

وأوضح الباحث أنها “المرة الأولى يُدرس فيها (هذا الجانب) من أدمغة الجدات”، إذ غالبا ما تتعلق الدراسات التي تجرى على أدمغتهن بأمراض مثل الزهايمر.

وتتحدر الجدات اللواتي شملتهن الدراسة جدات من منطقة أتلانتا في ولاية جورجيا، ومن خلفيات عرقية واجتماعية متنوعة.

ومقارنة بنتائج الدراسة عن الآباء، لاحظ جيمس ريلينغ أن مناطق مرتبطة بالتعاطف هي التي نُشطت بشكل مكثف في أدمغة الجدات عموما.

لكنه شدد على أن هذا ليس سوى معدلات يمكن أن تختلف بين الأفراد، كذلك سأل العالم جميع المشاركات عما يرينه من صـ.ـعوبات وفوائد لكونهن جدات، وتبين أن الاختـ.ـلافات في الآراء مع الوالدين حول تربية الأطفال هي الأكثر شيوعا.

وقالت كثيرات إنهن شعرن بأن في استطاعتهن أن يكن أكثر حضورا مع أحفادهن مما كن مع أبنائهن، اذ بات مزيد من الوقت متاحا لهن وأصبحن متحررات من القيـ.ـود المالية.

ولاحظ أن عددا منهن “يرين في نهاية المطاف أنهن يستمتعن بكونهن جدات أكثر من كونهن أمهات”.

ونلاحظ عندما نمشي في الطرقات وفي الحدائق والنشاطات الاجتماعية أن الأجداد يعاملون أحفادهم بتساهل أكثر مما كانوا يعاملون به أولادهم، ذلك لأنهم فهموا بالضـ.ـبط وبشكل عقلاني “حكيم” كيف تسير عجلة الحياة.

فلن تتغير المعادلة إذا كنا ملتزمين كثيراً أو قليلاً بالآداب العامة التي يصير الآباء الصغار على أولادهم الالتزام بها.

كما أن مستقبل الأولاد لن يتغير إذا كانوا مجتهدين كثيراً في المرحلة الابتدائية من التعليم أو كانوا يحصلون على معدلات متوسطة.

أخبار اليوم+ فرانس 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى