قصص

قصة حماتي الجزء الأخير

قالت لي :
…. مش وليد …. ده راجل كبير ف السن
جي ف بالي ع طول إنه اكيد والد وليد …. طلعت بسرعة وفعلا كان هو ….. أول لما شافني قام من مكانه وقالي :
….. الحمد لله إنك كويسة يا بنتي
قلت له بحيرة :

….. وحضرتك عرفت منين إني هنا
قالي :
….. لما روحت المستشفى ومش لاقيتك …قلت اكيد هتكوني هنا ….
قلت له بحزن :
….. وحضرتك روحت المستشفى ليه …. وليه اختفيت يومها لما حماتي اغمى عليها……
قالي بحزن :
….. روحت المستشفى عشان اطمن عليها ….مهما كان برضه هي ام ابني … أنا اصلا كنت عارف إن نهايتها هتكون كدا …. الظلم نهايته وحشة …. واختفيت يومها لأني بصراحة خُفت من وليد …. هو اه إبني بس أنتِ ماتعرفيش لو كان شافني ف البيت كان ممكن يعمل فيّ إيه …
قلت له بخوف :

….. كان هيعمل إيه يعني
قالي وهو بيعيط :
….. مش عارف اقولك ايه بصراحة …. بس كان ممكن يمد أيده عليّ …. ماتستغربيش…. ياما عملها كتير قبل كدا
بصراحة صِعب عليّ أوي….. معقول وليد بيعمل ف أبوه كل ده …. هي وصلت إنه يمد أيده عليه …. ده احنا ف أخر الدنيا فعلا ……. قلت له وأنا مشفقة على حاله :
…… وحضرتك عرفت بيت بابا منين ….
قالي :
…. اللي يسأل مايتوهش يا ملك يا بنتي …. أنا جيت لك مخصوص عشان اريحك واعرفك اصل الحكاية … ويبقى كدا أنا عملت اللي عليّ قدام ربنا
قلت له :
……. ياريت….. أنا فعلا تعبانة جدا
قالي :

……. بصي يا بنتي الموضوع بدأ من زمان جدا … من يوم ما اتجوزت أم وليد …. عمري ما كنت أتخيل أبدا إنها يطلع منها كل ده ….. كنت دايما شايفها طيبة وغلبانة ف نفسها …. بس اكتشفت إن كل ده تمثيل …. كانت بتمثل عليّ الطيبة عشان مااكشفهاش …..
قلت له بسرعة:
….. تكشف إيه بالظبط

قالي بحزن:
….. اكشف علاقتها بعالم الجن والسحر … أيوة ماتتخضيش دي طلعت بتتكلم معاهم وبتفهم أوي ف الأمور دي ….ياما حذرتها من السكة دي …. ياما قلت لها إن النهاية وحشة بس ماسمعتش كلامي ….. وأدي النتيجة مش عارفة تخلص من العالم ده….وللأسف ابني طلع زيها ….. لدرجة إنه بقا يشتغل ف البخور وأنواعه عشان تحضير الجن والسحر.. أنا جيت لك مخصوص النهاردة عشان تصممي على الطلاق هو ابني اه …. بس برضه مقدرش اشيل ذنبك يا بنتي … وف حاجة تانية لازم برضه اقولك عليها ….
قلت له بلهفة :

….. ايه هي
قالي بحزن :
…… خدي بالك ممكن حاجة تظهر لك الأيام دي …وده بسبب البخور اللي كنتي بتشميه الأيام اللي فاتت … وليد بيسخر الجن لمصلحته عن طريق البخور ده …. حاولي تحصني نفسك على قد ما تقدري ……
طبعا صدقت كل كلمة قالها …. كل اللي بيقوله ده أنا شفته بعيني ….. بس اللي جنني فعلا آخر جملة قالها … يعني إيه بيسخر الجن لمصلحته …… وازاي اصلا بيسخره عن طريق البخور. … ده أنا الفترة الفاتت شميت كمية بخور رهيبة…ياترا هيحصلي ايه … وهل ممكن فعلا يأذيني …

كنت مرعوبة طول اليوم …. كلام والد وليد مش راضي يطلع من عقلي نهائي ….. وف آخر الليل حاولت أنام….. بس للأسف ماعرفتش …. كل اللي حصل معايا الأيام الفاتت شايفاه قدام عينيا كأنه فيلم ……. فيلم سينمائي غامض الأحداث والمشاعر ….. وفجأة شميت ريحة عرفاها كويس جدا… ريحة البخور اللي وليد بيجيبه …..ايوة هي ريحته. …ده أنا عرفاه عز المعرفة ……قُمت بسرعة من مكاني عشان أشوف الريحة دي جاية منين ……. وأول لما فتحت باب الأوضة. … لقيت دخان كتير اووووووي جاي من الصالة ….. زمان كنت بحب ريحة البخور ده جدا…. بس دلوقتي حساه بيخنقني …. بس إيه اللي جاب بخور وليد ف بيت بابا ….. وكانت الصدمة لما لاقيت سارة أختي هي اللي بتبخر منه….. جريت عليها بسرعة وقلت لها :
……… بتعملي ايه يا سارة …. وجبتي البخور ده منين
ردت عليّ وقالت :

…… مالك يا بنتي ف إيه. … ببخر الشقة عادي … والبخور ده جوزك وليد اللي جابه لما كان هنا من أسبوع …
حسيت إن الدنيا لفت بيّ………وليد اللي جاب البخور … وكمان بيزورهم من ورايا. …. طب إزاي. ….. وليه وليد بيجي هنا …… وليه سعاد بتبخر من البخور بتاعه… معقول يكونوا متفقين عليّ…….. جريت بسرعة على أوضة بابا عشان أقوله على اللي بيحصل من وراه….. كفاية سكوت لغاية هنا…… وقبل ما افتح باب أوضة بابا ….. سمعت كلام حسسني إن الدنيا كلها وقفت فجأة وبداية الكلام ده كان صوت بابا وهو بيقول:
…….. الدكتور اللي جي النهاردة عشان ملك قال إيه يا سعاد
سعاد ردت وقالت:

……. قال إن حالتها صعبة أوي يا عادل… تخيل أنها كانت مقتنعة إن الدكتور يبقى والد وليد وفضلت تتكلم معاه علی الأساس ده….. وأنت عارف كويس إن والد وليد مسافر من زمان….. ملك حالتها بتسوء يا عادل …. دي بقت تتخيل حاجات صعب عقل يصدقها…… لازم تشوف موضوع المصحة ده ف أسرع وقت …..أنت عارف أكتر حاجة وجعاني إيه …..
قالها بحزن :
…… إيه
قالت له وهي بتعيط بحُرقة :
…… اللي تاعبني بجد أنها بتعاملني على إني مرات أبوها مش أمها

قالت له وهي بتعيط بحُرقة :
…… اللي تاعبني بجد أنها بتعاملني على إني مرات أبوها مش أمها ….. مع إني أنا اللي ربيتها وكبرّتها وبعتبرها زي بناتي وأكتر
رد بابا عليها وقال :
……. معلش يا سعاد اعذريها …. ما أنتِ بنفسك اللي قولتيلي أنها تعبانة نفسيا …. أنا عارف كويس أنك عمري ما قصرتِ معاها ف حاجة ……. المهم أنا عايز أشوف الدكتور ده ف أسرع وقت عشان موضوع المصّحة …..
سعاد قالت بتردد:
…… هخليك تكلمه ف التليفون بس لما يجي من السفر ……. هو دلوقتي سافر مؤتمر للأسف. …
قالها :
…… طب هنعمل إيه ف موضوع المصّحة ده
…… متقلقش وسيب الموضوع ده عليّ

يااااااااااه يا بابا طلّعتني مريضة نفسيا. …. و أنا اللي جاية اتحامى فيك من غدرها. …. ربنا يرحمك يا أمي. …ياريتك كنتِ موجودة …. ياريت …..
رجعت أوضتي تاني وف دماغي ألف سؤال … بس من كتر وجعي مش قادرة أفكر. …. أنا متأكدة إن عقلي سليم …. بس ياترا ف حد هيصدقني …. لو استنيت شوية كمان ف البيت ده هيدخلوني مصّحة. …. أعمل إيه بس ياربي …. مجاش ف بالي وقتها غيره هو الوحيد اللي هيصدقني ….. من البداية أصلا وهو جنبي وبيحذرني …. لدرجة إنه بيحذرني من ابنه ….عشان كدا قررت أتصل بيه واخليه يساعدني…. هتصل بوالد وليد واحكي له عن سعاد …. لازم يعرف أنها متفقة مع وليد …..قُمت بسرعة أجيب تليفوني … الحمدلله إني سجلت رقمه لما ادهوني آخر مرة …. جبت الفون واتصلت. … بس للأسف مفيش رصيد…… ماكنتش عارفة أعمل ايه …. وبالصدفة لقيت سارة أختي داخلة الأوضة وبتتكلم ف الفون …. استنيتها لما خلصت وقلت لها :
….. سارة محتاجة فونك ثواني … عايزة أعمل مكالمة مهمة جدا ومش معايا رصيد
قالت لي:
….. كان غيرك اشطر… أنا كمان مش معايا رصيد … ده أنا واخدة تليفون ماما سرقة
قلت لها :
….. طيب ممكن اعمل منه بسرعة مكالمة صغيرة
سكتت شوية وبعديها قالت :

…. تمام … بس انجزي بسرعة …. ماما لو اكتشفت إن رصيدها خلص هتخليني اشحن لها من مصروفي
اديتني الفون وطلعت برا الأوضة خالص…. طلعت الرقم بسرعة وكتبته ف تليفون سعاد …. وأول لما دوست على زر اتصال …. اتصدمت. … الرقم متسجل عندها ….. بس متسجل ب اسم واحدة ….. جربت تاني ….أكيد ف غلط … بس العجيب أنه فعلا متسجل عندها … متسجل ب إسم هالة …… معقول يكون اداني الرقم غلط ….
حاجة جوايا قالت لي ادخلي على الرسايل. .. وياريتني ما دخلت …. اتصدمت صدمة عمري …. اكتشفت حاجات عمري ما كنت هكتشفها لوحدي أبدا. …. واللي اكتشتفته كان …..إن والد وليد هو السبب ف كل اللي بيحصلي ده…. معقول الراجل الملاك ده هو الشيطان الرئيسي ف القصة ….. الرسايل بينهم كانت كتير أوي ….. كنت بقراهم زي المجنونة …. ودي كانت أول رسالة عيني تقع عليها … كانت بتقوله فيها :
…. البت جاية مستوية ع الآخر. … أنتَ لازم تيجي بكرة عشان نخلص عليها خالص….
كان باعتلها رد مكتوب فيه :

……. طب وجوزك اللي قاعد ف البيت ع طول ده …
قالت له :
…… متقلقش هفهمه إنك دكتور نفسي معرفة … أنا أصلا مفهماه إنها محتاجة لدكتور نفسي…..وهو كدا كدا مايعرفكش. .. وهقوله أنها لازم تقعد معاك لوحدها وبكدا مش هيسمع كلامك معاها……هبعتلك بقا كل التفاصيل اللي هي حكتها لما جت….. عن وليد وامه والجن …. المُغفلة فاكرة إن ف جن ف الموضوع العب أنت بقا ع موضوع الجن ده … خليها تتطلق واخلص منها بقا ……
كنت بقرأ وأنا مذهولة ….. مش قادرة أتخيل إن ف حد بالشر ده ….. كنت مذهولة لدرجة إني ماكنتش مصدقة عينيا … قلبت ف الرسايل تاني ….وللأسف لقيت بينهم كمية رسايل فظيعة……بس الرسالة دي بالذات مقدرتش امنع دموعي بعد ما قرأتها …. والرسالة دي كان مكتوب فيها :

…… بقولك إيه أنت لازم تخلص موضوع وليد وملك ده ف أسرع وقت …. الواد طالع من عيني …. أنا عايزاه لسارة بنتي بأي تمن ….
رد عليها وقال :
….. مش عارف عاجبكم ع إيه وليد ده
قالت له :
….. سبحان الله … أول مرة أشوف حد بيكره ابنه بالشكل ده أنا بكره ملك لأنها مش بنتي ……
…… بكرهه لأنه مش شبهي … اهبل زي امه. ..
…… اهبل إيه بس … ده ذوق أوي وكريم جدا … ده كل شوية يجيب لنا هدايا من المحل بتاعه. … عايز يقرب بيني وبين وملك … مايعرفش إني عمري ما كرهت حد قدها معقول الهبلة دي تاخد واحد زي وليد … وبنتي أنا لأ….. أنا لازم أجوز وليد لبنتي سارة بأي تمن……
ماكنتش قادرة اقرأ أكتر من كدا …. سيبت التليفون وسيبت البيت كله ونزلت ….. مش عارفة أوقف دموعي …. حسيت ب اليُتم أوي … أنا طول عمري بكره سعاد … بس عمري ما فكرت اءذيها أبدا …. عمري ما قوّمت بابا عليها … عشت طول عمري ساكتة وكاتمة ف نفسي …. وف الآخر يطلع منها هي كل ده …. عايزة تطلقني من جوزي عشان تجوزه لبنتها .. اللي هي أختي. … أختي اللي لسا ف تالتة ثانوي. … للدرجة دي الحقد عاميها. …

كنت ماشية ف الشوارع من غير هدف …. ماكنتش عارفة أروح فين ولمين ….. نفسي أروح ل وليد … بس برضه أنا لسا خايفة منه …. أيوة خايفة….. مش قادرة أنسى تصرفاته هو ومامته … التصرفات اللي شُفتها بعيني….. وماحدش قالي عليها ….. وعلى الرغم من خوفي …. لقيت نفسي تلقائي رايحة له…. كان لازم أروح ل وليد عشان أفهم باقي الحكاية. … ف كلام كتير جوايا لازم اقوله عليه….. كفاية بقا سكوت وخوف كفاية ……….
وصلت عند باب الشقة وفضلت واقفة مكاني مترددة … اخبط ولا امشي …. افتكرت إني معايا المفتاح ف شنطتي … شنطتي اللي الحمد لله إني أخدتها وأنا نازلة ….. طلعت المفتاح وفتحت الشقة براحة ……

شكلهم مش موجودين …. وبعد ما دخلت سمعت همسات مش واضحة ….. قربت من أوضة حماتي … ما أنا متعودة إن الألغاز كلها ف الأوضة دي …… بس المرة دي مفيش صوت طالع منها …. روحت عند اوضتي أنا و وليد ….. الباب كان مقفول كالعادة …. بس كان ف صوت طالع منها …. قربت بِراحة خالص عشان اسمع أكتر … والمصيبة إني سمعت نفس صوت المرة اللي فاتت …. نفس الذبذبات الغريبة. …. وبرضه وليد بيتكلم معاه …. ماكنش ينفع أهرب زي المرة اللي فاتت …. لازم المرة دي أشوف بعيني كل حاجة ….. عشان كدا فتحت الباب عليه فجأة ….. بس المفاجأة…مفيش ف الأوضة غير وليد بس…. وأول لما شافني اتصدم وظهر على ملامحه الذهول وقالي :
……. ملك …. جيتي امتى
قلت له بعصبية :

….. هو فين اللي بتتكلم معاه ده …. أنا عارفة كل حاجة
صدمتي زادت لما سمعت الصوت المخيف تاني …. سمعته بيقول :
….. خير يا أستاذ وليد ف حاجة
بصيت حواليا عشان أشوف مصدر الصوت …. ومن غبائي ماخدتش بالي من التليفون اللي ف ايده …. معقول الصوت ده جاي من التليفون اللي ف ايده ده…. مش قادرة أصدق. … بس صدقت أكتر لما شُفت وليد وهو بيقرب التليفون من بوقُه و بيقول :
….. معلش يا دكتور هكلم حضرتك بعدين

سمعت الصوت بيرد على وليد بس فعلا كان طالع من التليفون…. رد وقال :
….. مفيش مشكلة

إيه ده….. أنا مش فاهمة حاجة …. وتليفون وليد صوته عمل كدا ليه…. أنا عمري ما شُفته كدا ….. قلت له بعصبية واندفاع :
…… إزاي الصوت ده طالع من تليفونك ….. أنا أول مرة أسمعه كدا ….. ومين الدكتور اللي بتكلمه ده …. أكيد بتكلم دكتور نفسي عشان تدخلوني مصّحة …أكيد سعاد هي اللي قالت لك تعمل كدا صح
قالي :
إيه اللي أنتِ بتقوليه ده….. مصّحة إيه اللي بتتكلمي عنها …. ده الدكتور بتاع أمي . …. وتليفوني بايظ من فترة …. باظ ف نفس اليوم اللي امي تعبت فيه … وقع مني والسماعة اتاثرت جامد من الوقعة وبقت تتطلع الصوت بالتشويش ده…. عشان كدا صوته بقا بالشكل ده … ولازم لما أتكلم اشغل المايك عشان اسمع اللي بيتصل ….. وللأسف معنديش وقت اصلحه الأيام دي…….
قلت له بضعف:
…. أنت بتتكلم بجد…. يعني أنت يومها كنت بتتكلم ف التليفون ….. معقول
قالي بعدم فهم:
….. يوم إيه أنا مش فاهم حاجة
قلت له:
….. اليوم اللي مامتك دخلت فيه المستشفى
اتنهد بحزن وضيق وقال:
….. اليوم ده من أصعب أيام حياتي…. ماكنتش قادر أشوف ضعفها …. عشان كدا مقدرتش أقعد ف المستشفى …. جريت ع البيت ودخلت اوضتها …… الأوضة اللي ياما شُفت خير فيها … وفجأة لاقيته بيتصل …. أكتر إنسان بكرهه ف الدنيا … أبويا…. كان بيعرّفني إن هو السبب ف دخولها المستشفى … كان شمتان في مرضها ……. عشان كدا اتعصبت عليه ف التليفون …. ولو عليّ كنت قتلته من زمان وخلصت منه …بس للآسف هي السبب

قلت له بسرعة :
….. هي مين
قالي بوجع :
….. امي. … رغم قسوته وجبروته عليها… دايما تقولي معلش برضه أبوك. …… دايما تقولي ساعده بالفلوس …. اسأل عليه …. دايما تقولي عايزة أدخل بيك الجنة يا وليد …. استحمل عشاني …. وهو طبعا كان مستغل النقطة دي …. ودايما عايز يخرب لي حياتي …. عشان كدا قلت لك إنه مسافر ….. عشان مش هو الأب اللي اتشرف بيه قدام حد……دي وصلت بيه البجاجة أنه عاوزني اكتب الشقة والمحل ب اسمه …. عايز ياخد شقا وتعب أمي طول السنين اللي فاتت … امي اللي ياما تعبت عشان توفر لي احتياحاتي. ..هي اللي ربتني وعلمتني وصرفت عليّ…… عارفة يا ملك أنتِ شبه أمي جدا …. عشان كدا حبيتك ….. هي كمان اتربت مع مرات اب صعبة … طول عمرها كانت مظلومة وتعيسة زيك…. عشان كدا اخدت عهد على نفسي إني اعوضكم انتوا الاتنين …. كان نفسي اسعدكم ع قد ما اقدر …. عشان كدا كنت بروح لسعاد وكنت بجيب لها هدايا من عندي ف المحل …. كان نفسي اصلح الأمور بينكم كان نفسي اخليها تحبك. …..
قلت له :

…… طب أنت ليه كنت بتروح لمامتك اوضتها ف نص الليل … وليه كنت بترجع من الشغل مخصوص عشانها
قالي :
…… أمي تعبانة يا ملك وف حاجات كتير ماتقدرش تعملها لوحدها …. زي مثلا الوضوء. … وهي متعودة تقيم الليل كل ليلة ….. عشان كدا كان لازم اساعدها .. وكنت بسيب المحل وقت صلاة الضهر والعصر واجي البيت عشان برضه اساعدها ع الوضوء…. واقرأ لها القرءان لأنها مابتعرفش تقرا. …….

قلت له وأنا بعيط:
…. ليه مقولتليش يا وليد …ليه مطلبتش مني أعمل الحاجات دي بدل منك
قالي :
…. أنتِ مسألتنيش يا ملك …. وبعدين أنا واخد عهد ع نفسي إن أنا اللي هخدم أمي طول حياتي ….. استحالة اخليها تحتاج لمخلوق غيري …… استحالة
يااااااااه يا وليد ….. معقول ف حد بالطيبة والبر وده … ياريتني كنت قلت له من البداية عن زيارة والده …. والده اللي كان سبب كل المصايب. …. لو كنت حكيت ماكنش حصل كل ده …. أوقات كتير السكوت بيدمرنا … بيقضي على حياتنا وينهيها قبل ما تبدأ …….
أنا ووليد رجعنا لبعض …. بس المرة دي اتفقنا ع الوضوح والصراحة ….. وحماتي رجعت البيت ونوّرته من تاني … بجد بحبها أوي من كل قلبي … بس برضه وليد لسا مُصمم إن هو بس اللي يخدمها. ….
قلت ل بابا كل اللي حصل …. بس تصدقوا أنه مش مصدقني للأسف لسا بيدافع عن سعاد … بصراحة مبقاش يفرق معايا بس برضه هزوره كل فترة …. مهما كان هيفضل أبويا …….

وبعد سنة بالظبط ربنا كرمني ب أحلى بنوتة ….. فرحتي بيها كانت كبيرة أوي. …… عارفين ليه …..لأنها نسخة طبق الأصل من أمي الله يرحمها … سبحان الله ده أنا بنتها مش شبهها كدا …….. وده كان أكبر عوّض من ربنا ليّ …. تخيلوا أنه يبعتلي حتة من أمي. ………..
طبعا عايزين تعرفوا نهاية الظلم ….. أكيد نهايته صعبة … اللهم لا شماتة …. سعاد مارتحتش غير لما جوّزت سارة أختي وهي ف أولى كلية وللأسف اتطلقت بعد شهر بالظبط و رجعت لها تاني ….. ومن ساعتها وسعاد نفسيتها تعبانة……
والد وليد بقا ربنا يعفي عنه …. تعبان أوي وتقريبا دي آخر أيامه. … اعترف ل وليد بكل حاجة …. قاله إن هو اللي وصل لسعاد عشان يدمروا حياتنا …. و سبحان الله

عارفين مين اللي بيخدمه ف مرضه دلوقتي ….. وليد …. بيخدمه عشان يدّخل امه الجنة …. مش هي اللي ربتوا التربية الصالحة دي …..
مهما تعبت ف حياتك …الفرج جاي أكيد. …. مهما طال الوقت أو قِصر….. أوعى تيأس من رحمة ربنا أبداً … ده رحمته وسعِت كل شئ….. استبشروا خير واستنوا نهاية قصتكم …. وأنا متأكدة أنها هتكون نهاية سعيدة زي قصتي بالظبط ……
يارب القصة تكون عجبتكم ….وماتنسوش الشير….. أنا حقيقي بحزن جدا لما القصص بتتسرق والشير بس اللي هيحافظ ع تعبي ✋❤

صلو عالنبي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى