Uncategorized

فضيحة مدوية للعالم الهولندي وتوقعات جديدة لخبراء تركيا

بعد وقوع زلزال قوي في تركيا وسوريا المجاورة، في 6 فبراير الجاري، تداول كثيرون تغريدة لباحث هولندي، يزعم فيها توقع زلزال وشيك في المنطقة، وسط تساؤلات حول ما إذا كان الرجل قد أحرز سبقا علميا، أم إنه ألقى كلاما على عواهنه فانطلى على الناس.

وقوبلت التغريدة بانتقادات مختصين ممن نبهوا إلى أن الباحث الهولندي، فرانك هوغيربيتس، لم يأت بجديد، لأنها تحدث بشكل عام عن احتمال وقوع زلزال قوي، في منطقة معروفة بعرضتها الكبيرة للهزات الأرضية.

وقال الباحث الهولندي إن زلزالا بشدة 7.5 درجات سيقع في تركيا والمنطقة، “عاجلا أم آجلا”، وهو ما يعني أن السقف الزمني لوقوع الكارثة يظل مفتوحا.

وشبه كثيرون توقع الباحث الهولندي بأن يقول شخص ما مثلا إن بركانا سيثور في إندونيسيا، وهو أمرٌ وارد للغاية، أو أن يقول شخصٌ ما إن ثلوجا ستتساقط في روسيا، خلال فصل الشتاء، دون أن يحدد ما إذا كان ذلك سيحصل في يوم من أيام ديسمبر أو في يناير.

مقالات ذات صلة

بعد فتح الإجازات أمام السوريين.. معبر حدودي يطلق رابط للتسجيل على الإجازات 2023
منذ 11 دقيقة

كيف أستلم مساعدة الزلزال في الولايات المتضررة.. إليكم التفاصيل
منذ 14 ساعة
وقال منتقدون إن “الباحث” الهولندي لا ينتمي إلى مؤسسة علمية مرموقة، كما أنه موضع تشكيك، بسبب بحوثه المثيرة للجدل حول علاقة حركة الكواكب وأجسام الفضاء بالزلازل على كوكب الأرض.

3 شروط
وبحسب هيئة المسج الجيولوجية الأميركية، فإن الحديث عن توقع الزلزال يقتضي توافر ثلاثة عناصر أساسية؛ وهي التاريخ والتوقيت ثم المكان، وشدة الهزة الأرضية.

وفي حال لم يستطع خبير من الخبراء أن يقدم تفاصيل بشأن هذه العناصر الثلاثة، فإن ما يصدر عنه يدخل ضمن خانة “المغالطات” و”المزاعم”.
وتوضح الهيئة الأميركية أن تلك “التوقعات” ليست سوى مزاعم، نظرا لعدة أسباب؛ من بينها:

ليست مبنية على أساس علمي واضح، لأن الهزات الأرضية لا تحصل مع مؤشرات مصاحبة لها مثل الغيوم والرماد.

لا تقدم تلك المزاعم أي عنصر من العناصر الثلاثة المذكورة أي التوقيت والمكان وشدة الهزة الأرضية.

تقع تلك التوقعات في شراك “الكلام العام”، من خلال الحديث عن احتمال هزة أرضية بشدة معينة، كأن تكون 4 أو نحو ذلك.

بعض التوقعات تقول مثلا إن زلزالا قد يحدث في مكان ما من الولايات المتحدة خلال السنوات الثلاثين الموالية، وهو كلام فضفاض للغاية.

فادت صحيفة حرييت التركية، اليوم الجمعة، بأن الزلزال المتوقع حدوثه في مدينة إسطنبول “ستفوق خسائره تلك التي تم تسجيلها جنوب شرقي البلاد، وسيحمل عواقب اقتصادية واجتماعية كارثية”.

زلزال كبير متوقع في ” إسطنبول “
ونقلت الصحيفة عن خبراء زلازل أتراك، إنَّ “زلزال إسطنبـول المتوقع سيفوق بخسائره تلك التي وقعت في كهرمان مرعش من حيث الدمار الذي سيحدثه، فضلاً عن العواقب الاقتصادية والاجتماعية”.

وأضاف الخبراء: “بعبارة أخرى، الزلزال الذي وقع في كهرمان مرعش، يكاد يكون بروفة لزلزال إسطنبـول”.

وأوضحت الصحيفة، بأن التقارير تشير إلى أنه يوجد في إسـطنبول 1164000 مبنى و4.5 مليون شقة، كل منها يضم 3.3 شخص في المتوسط.

وتابعت: “ومع زلزال قوته 7.5 درجة أو أكثر، من المتوقع أن يتضرر 13.492 ألف مبنى بأضرار جسيمة و39.325 ألف مبنى بأضرار شديدة، و136.746 ألف مبنى بأضرار متوسطة، و300.963 ألف مبنى بأضرار طفيفة”.


هذا وتوقع عدد من علماء الزلازل في تركيا مؤخراً وقوع زلزال مدمر في إسطنبـول، حيث يذكر العلماء أن المدينة تقع عند تقاطع الصفائح التكتونية الأناضولية والأوراسية، على بعد 15-20 كيلومتراً جنوب ذلك الجزء من شق شمال الأناضول الذي يمر تحت بحر مرمرة، وهذا هو ما يحدد مسبقاً التهديد الزلزالي.

وفي سياق متصل أدلى البروفيسور وخبير الزلازل التركي “شينر شومزوي ” بمعلومات مهمة حول احتمالية حدوث زلزال متوقع في اسطنبول، خاصة بعد الزلزالين الكبيرين الذين ضربا جنوب تركيا.

وقال البروفيسور شومزوي في تصريحات نقلتها صحيفة “الأخبار” التركية : “إن احتمال وقوع زلزال بقوة 6.5 درجة في اسطنبول هو 1-2٪ في السنوات القادمة، حتى الأمريكيون الذين طرحوا فكرة” زلزال اسطنبول الكبير “اعترفوا بخطئهم. “

وتسبب زلزالان بقوة 7.7 و 7.6 في كهرمان مرعش في مقتل أكثر من 35 ألف شخص في 10 محافظات.

وبينما استمرت جهود البحث والإنقاذ في آلاف المباني المنهارة بلا هوادة في يومه العاشر، فإن تعليقات الخبراء أن هذا الزلزال الذي وُصف بأنه كارثة القرن زاد من احتمالية وقوع زلزال اسطنبول المتوقع.

وأضاف ” حتى الجيوفيزيائي الأمريكي روس شتاين الذي جاء بفكرة زلزال اسطنبول الكبير اعترف بتفسيراته الخاطئة ويذكر أن حدوث زلزال بقوة 6.5 درجة هو احتمال بنسبة 1-2 في المائة فقط، ولكن بعض الأساتذة في تركيا يأخذون التفسير الأول كأساس، ويقولون إنهم يتجاهلون هذه التصريحات الجديدة”.

وفي حديثه عن الصدع غير المنكسر البالغ طوله 50 كم بين سيليفري ويشيل كوي قال البروفيسور شومزوي: “هذا الصدع لا ينتج عنه زلزال كبير مثل الزلزال المذكور لأنه ضحل جداً وعلى عمق 7 كيلومترات”.

وحذر الخبراء منذ فترة طويلة من أن زلزالا كبيرا قد يحدث دمارا كبيرا في إسطنبول.

ورجح الخبراء أن زلزالًا بقوة 7 درجات أو أقوى من شأنه أن يلحق أضرارًا جسيمة أو يدمر ما يقدر بنحو 194000 مبنى في اسطنبول ويقتل ما بين 12400 و14150 شخصًا، اعتمادًا على ما إذا كان سيحدث خلال النهار أو في الليل، وفقًا لتقرير عام 2019 الذي أعده بشكل مشترك مرصد قانديلي وبلدية اسطنبول الكبرى.

وتتقاطع خطوط الصدع في تركيا ولها تاريخ من الزلازل القوية.

العلماء يبتكرون نموذجا جديدا يمكنه توقع متى وأين قد يضرب الزلزال القادم

يدعي نموذج جديد أن بإمكانه توقع متى وأين قد يضرب الزلزال القادم، وذلك بعد أيام فقط من الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة وهز تركيا وسوريا، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 19000 شخص.

وقد طور النموذج فريق من علماء الزلازل والإحصائيين في جامعة نورث وسترن، ويأخذ النموذج في الاعتبار الترتيب المحدد للزلازل السابقة وتوقيتها بدلا من الاعتماد فقط على متوسط الوقت بين الزلازل الماضية.

وتشرح هذه الطريقة أيضا سبب ميل الزلازل إلى الظهور في مجموعات.

ووجد الفريق أن الفوالق لها “ذاكرة طويلة المدى”، ما يعني أن الزلزال لم يطلق كل الإجهاد الذي تراكم على الصدع بمرور الوقت، لذلك يبقى بعضها بعد زلزال كبير ويمكن أن يتسبب في آخر.

وافترض علماء الزلازل تقليديا أن الزلازل الكبيرة عند الصدوع تكون منتظمة نسبيا وأن الزلزال التالي سيحدث بعد نفس مقدار الوقت تقريبا مثل الزلزالين السابقين.

وفي الواقع، يمكن أن تحدث الزلازل عاجلا أو آجلا، قبل أو بعد ما هو متوقع.

وقال سيث شتاين، ويليام ديرينغ أستاذ علوم الأرض والكواكب في كلية واينبرغ للفنون والعلوم: “عندما تحاول معرفة فرص فريق في الفوز بلعبة كرة، لا تريد أن تنظر فقط إلى المباراة الأخيرة ومتوسط المدى الطويل. يمكن أن يكون استعراض الألعاب الحديثة الإضافية مفيدا أيضا. يمكننا الآن أن نفعل شيئا مشابها حيال الزلازل”.

وركز بحث الفريق على التحقيق في عمليات حدود الصفائح والتشوه داخل الغلاف الصخري باستخدام مجموعة من التقنيات، بما في ذلك علم الزلازل والجيوديسيا الفضائية (قياس الهندسة والجاذبية والتوجه المكاني للأرض والأجسام الفلكية الأخرى، مثل الكواكب)، والجيوفيزياء البحرية.

وقال الباحث المشارك في الدراسة، جيمس س. نيلي: “في بعض الأحيان نرى عدة زلازل كبيرة تحدث خلال أطر زمنية قصيرة نسبيا ثم فترات طويلة عندما لا يحدث شيء. النماذج التقليدية لا تستطيع التعامل مع هذا السلوك”.

وكان مركز الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، والذي ضرب تركيا وسوريا يوم الاثنين، في مدينة غازي عنتاب التركية.

وأعقب الزلزال الأولي على الفور تقريبا هزة ارتدادية بلغت قوتها 6.7 درجة، ثم بعد ذلك زلزال بقوة 7.5، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS). وتبع ذلك مئات الهزات الارتدادية.

وحتى يوم الخميس، تجاوز عدد القتلى 19000 – أكثر من 16000 تم الإبلاغ عنها في تركيا وأكثر من 3000 في سوريا.

تحدث الزلازل عندما تتحرك قطع الصخور التي تشبه أحجية الصور المقطعة (بازل) التي تشكل سطح الأرض (المعروفة باسم الصفائح التكتونية) فجأة. وتحدث معظم الزلازل على طول خطوط التصدع حيث تتضام وتتباعد الصفائح التكتونية.

وتقع تركيا على قمة خطوط الصدع الرئيسية، ما يجعلها واحدة من أكثر المناطق تزلزلا في العالم.

وتحدث الزلازل الكارثية عندما تلتصق صفيحتان تكتونيتان تتحركان في اتجاهين متعاكسين ثم تنزلقان فجأة.

وتتكون الصفائح التكتونية من قشرة الأرض والجزء العلوي من الوشاح (اللب الأرضي).

ويأمل الباحثون أن يكون نموذجهم الجديد أداة مفيدة لعلماء الزلازل حيث يمكنهم أن يعملوا على تحسين التنبؤ بالزلازل والاستعداد بشكل أفضل للأحداث الزلزالية المستقبلية مثل الكارثة في تركيا وسوريا.

ومع ذلك، تصر هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية على أنه لم يتم التنبؤ بحدوث زلزال كبير ولن يكون هذا ممكناً في المستقبل المنظور.

وتقول الوكالة إن التنبؤ يتطلب معرفة التاريخ والوقت والموقع والحجم.

ووفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، يمكن للعلماء فقط حساب احتمالية حدوث زلزال خلال عدد معين من السنوات وحسب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى