الأخبار

بعد مقـ.ـتل 15 شخصا .. قسد تسيطر كليا والعشائر تدعو للمقـ.ـاومة ضـ.ـدها .. فهل تبدأ المواجـ.ـهة الأميركية الروسية من القامشلي؟

قالت مصادر من قوات “الدفاع الوطني”، إن قوات “الأسايش” دخلت حي طي بشكل شبه كامل، فجر اليوم السبت، وأن عناصرها انسـ.ـحبت منه

وأشار المصدر بحسب موقع روسيا اليوم، إلى أن “مفرزة للأمن العسـ.ـكري بقيت في الحي، مع نحو 50 عسكريا من قوات النظام التي لم تكن طرفا من البداية في الاشتـ.ـباكات”

وأضاف المصدر، إن 15 شخصا، بينهم مدنيون، قتـ.ـلوا جراء الاشتـ.ـباكات في القامشلي شمال شرق سوريا، وأكد أن قوى الأمن الداخلي “الأسايش” سيـ.ـطرت على حي طي في المدينة.

ونشرت”الأسايش” صـ.ـورا لأفراد وعـ.ـربات تابعة لها داخل الحي الذي شهد اشتـ.ـباكات طيلة ثلاثة أيام

ودعا وجـ.ـهاء عشائر وقبائل عربية في الجزيرة السورية موالية للنـ.ـظام أبناءهم إلى «التكاتف والوقوف في وجـ.ـه قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعـ.ـومة من الأميـ.ـركيين، و«إعلان المقـ.ـاومة الشعبـ.ـية ضـ.ـد المحتـ.ـل الأميركي»، ذلك في اجتماع جرى بالتزامن مع تشيـ.ـيع مدينة القامشلي يوم الجمعة أحد وجـ.ـهاء عشيرة بني سبعة هايس الجريان، الذي قتـ.ـل مساء الخميس .

وفي بيان بثته وكالة الأنباء السورية (سانا)، نـ.ـدد بيان العشائر بـ«ممـ.ـارسات (قسد)»، واعتبر «استـ.ـخدام السـ.ـلاح والمـ.ـدرعات من قبل (قسد) بهذه الهمـ.ـجية ضـ.ـد المدنيـ.ـين خيـ.ـانة للشعب والأرض والتاريخ»، ودعا «المنخـ.ـرطين في صفوف (قسد) من أنباء العشائر العربية إلى الانسحـ.ـاب الفـ.ـوري وإعلان المقـ.ـاومة الشعـ.ـبية ضـ.ـد المحتـ.ـل الأميركي»، مع الإشارة إلى أن توقيت الممـ.ـارسات الأخيرة «يهـ.ـدف للتشـ.ـويش على الاستحقـ.ـاق الرئاسي»

وقال مصدر رفيع المستـ.ـوى من قوات «الأسايش» إن ضبـ.ـاطاً من الجيش الروسي عقـ.ـدوا اجتماعاً ليلة الجمعة في القـ.ـاعدة الروسية بالقامشلي مع قيادة «الأسايش»

وبحثوا إمكانية تطبيق هدنة دائمة تضمنت وقـ.ـفاً تاماً لإطـ.ـلاق الرصـ.ـاص وإزالة جميع المظـ.ـاهر المسـ.ـلحة بمركز المدينة، وعودة الحياة الطبيعية والسماح لسكان الأحياء المتـ.ـوترة بالعودة إلى ممتـ.ـلكاتهم دون مضـ.ـايقات، مع وجود دوريات روسية ثابتة بمحيـ.ـط حارتي الطي وحلكو وأخرى راجلة تجوب شوارع المدينة، لضـ.ـمان حسن تنفـ.ـيذ الاتفـ.ـاق الذي دخل حيز التنـ.ـفيذ دون إعلان رسمي .

و سياسيا يعتبر بعضهم أن الاشتـ.ـباكات الأخيرة التي اندلـ.ـعت بين قوات قسـ.ـد وقـ.ـوات الدفاع في مدينة القامشلي هي أحد وجوه التصـ.ـعيد الروسي الأميركي في سوريا، وغالباً هم محقون في هذا الاعتقاد، فكلا الطرفين، قسـ.ـد والنظـ.ـام، لا يمكن أن يتصـ.ـرفا على هذا النحو من تلـ.ـقاء أنفـ.ـسهما، ولعل اختيار مدينة القامشلي لإطـ.ـلاق سباق جديد للتمـ.ـدد والتوسع شمال شرقي البلاد، يعتبر اختياراً استراتيجياً مدروساً من قبل موسكو وواشنطن، اللتين تدركان جيداً أهمية هذه المنطقة

لكن المـ.ـؤلم أن هذه المواجهات تجـ.ـري بأيد سورية، ويذهـ.ـب ضحـ.ـيتها سوريون، أياً كانت الجهة التي يقـ.ـاتلون فيها، ومن المؤسـ.ـف أن هؤلاء المـ.ـقاتلين يعتـ.ـقدون أنهم يخـ.ـوضون حـ.ـربهم، وليست حرب الآخـ.ـرين بالوكالة

قد يرى بعض من المعـ.ـارضة أن هذه المواجهات لا تعنـ.ـي (الثـ.ـورة) بشيء، وعلى مبدأ (فخـ.ـار يكـ.ـسر بعضو) سيجلس هؤلاء للفـ.ـرجة والمـ.ـتابعة، لكن ما هم غير واعين له أن هذه المواجـ.ـهة تكرس إبعاد قوى الثـ.ـورة والمعـ.ـارضة أكثر فأكثر عن هذه المنطقة الاستراتيجية جداً، والغنية جداً، والتي لو كان لهذه القـ.ـوى وجود فيها لاختلف أمرها كثيرا، عسـ.ـكرياً وسياسياً

الشيء الوحيد الجيد فيما يجري حتى الآن بين روسيا والولايات المتحدة على الأرض السورية هو أن واشنـ.ـطن باتت تعتبر كل المناطق الخارجة عن سيطرة النظام (أي عن سيـ.ـطرة الروس) مناطق مفيدة في المواجـ.ـهة، ولنقل إن هذا الموقف الأميركي لا ينطلق من أساس مبدأي أو قيمي، بل دافـ.ـعه استراتيجي براغـ.ـماتي بحت، لكن بكل الأحوال فإن ما يحدث يعد بمنـ.ـزلة الفرصة أمام المعـ.ـارضة للتفكير خارج الصنـ.ـدوق المغلق الذي يتعـ.ـمد الجميع وضعها فيه

هذا الصندوق هو مفاوضات اللجنة الدستورية التي لطالما قالت مؤسسات المعارضة المشاركة فيه إنه مجرد فعل ثانوي يهدف لتمرير الوقت بانتظار ما يمكن أن يحدث من تحولات، وها هو التحول المنتظر قد بدأ بالفعل، فهل سيكون هناك مشروع ما أو فكرة خـ.ـلاقة نستفيد منها؟

والحق أن الائتلاف الوطني بالدرجة الأولى، وبقية مؤسسات المعارضة الرسمية، وكثير من الشخصيات البارزة فيها، روجوا طوال الوقت الماضي لحتمية استسـ.ـلام السوريين وضرورة أن ينتظروا المتغيرات الدولية أو الإقليمية، وذلك في كل مرة كان يوجه النقد فيها لهذه المؤسسات والشخصيات بحكم مسؤوليتها عن إدارة الملف السوري، بل إن البعض وقف متصـ.ـدياً لأي نقد مطلقين عليه وصف (جـ.ـلد الذات)، بينما كانوا في الحقيقة يحاولون إخـ.ـلاء مسـ.ـؤوليتهم عن الخسائر الجسيمة التي لحقت بنا من جراء سوء إدارتهم، وأكثر من ذلك، عملوا على نشـ.ـر اليـ.ـأس وو أد روح المبادرة في أوساط السوريين تحت هذا العنوان (الأمور خرجت تماماً من يد السوريين)!

والواقع أن لا أحد يجادل بخروج خيوط القضية من أيدينا، لكن من كان يبادر أو يريد المحـ.ـاولة إنما كان يسعى إلى إعادة هذه الخيوط لأصـ.ـابع أصحابها، أو بعض هذه الخيوط على الأقل، لكن كان واضحاً أن هناك رغبة جمعية من قبل المتدخلين في المسألة السورية واللاعبين الرئيسيين فيها بأن يستقيل السوريون من قضيتهم، ودائماً كان المبرر (انتظار المتغيرات)

واليوم فإن مؤسسات المعارضة الرسمية، وكذلك القوى والشخصيات من خارج هذه المؤسسات، مدعوة لاستثمار هذا المنعطف الاستثنائي في العلاقة بين روسيا وأميركا، وإذا كانت الواقعية تقتـ.ـضي منا القول إن أي تحـ.ـرك محكوم أيضاً بالعلاقة مع حلفائنا الأقرب وما يتوقعونه أو ينتظرونه من هذا التصـ.ـعيد، فإن هذه الواقعية لا يجب أن تكون حائلاً دون الواقعية الموازية التي تتطلب التحرك ما أمكننا التحرك، والاستفادة

باختصار أمام المعارضة فرصة للعب بشكل مريح أكثر من ذي قبل، ومجالاً للمنـ.ـاورة وهـ.ـامشاً للتحـ.ـرك لم يكن متاحاً طوال السنوات الأربع الماضية وعليها أن تستـ.ـغله، أما إذا مرت هذه الفـ.ـرصة ولم تفعل، فقد لا تـ.ـجد من يشكك بأي اتهـ.ـام يوجه لها بعد ذلك .

المصدر : وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى