Uncategorized

قصة وعبرة عن السحر

وأنا ماشي رايح الشغل جالي تليفون من أهلي بيقولولي فيه ” تعالى بسرعة مراتك ماتت! “
رميت الموبايل وجريت على البيت بفزع ومكنتش مستوعب الصدمة وكم الوجع اللي نزل في قلبي، وكأني خدت طلقة في قلبي، يمكن اللي بياخد طلقة وبيموت بيرتاح، بس أنا خدتها عشان تفضل راشقة في قلبي ومسببالي ألم العمر كله.
كان عندها كانسر لكن متوقعتش أبدًا إنها تموت بعد الجلسة التانية من الكيماوي!
شيلت كفنها ودفنتها وبعد ما روَّحت شقتنا بقيت شايف كل ذكرياتي معاها في كل ركن، مكنتش فاهم ليه ده يحصل؟
ومعلش يعني في السؤال اللي تقريبًا مش هلاقي إجابته:
” هو مش كل حاجة بتحصل وراها حكمة؟ “
طيب إيه الحكمة إن مراتي تموت وتسيب طفلين لسه حتى مدخلوش تالتة ابتدائي؟
اتوضيت وروحت لأول مرة أصلي العشاء جماعة في المسجد وبعد ما خلصت لاقيت واحد قعد جنبي وشّه بيشع سهام نور لابس كمامة بيضاء وقفطان، حط إيده على ايدي وقالي:
” شكلك مهموم، تشتري مني سحر؟ “
بصيتله باستخفاف وقولتله:
” سحر إيه ياعم، ربنا يبعدنا عنه “
خلع الكمامة وضحك بصوت عالي وكان فيه فرْق بسيط بين سنانه وبعدين قال: ” هو سحر في اللفظ بس؛ لكنه حلال في العمل به! “
فقولتله بعدم فهم:
” وده بيعمل إيه يعني؟ “
بيحل العُقد ويريح القلب ويهدي الروح.دُلني عليه الله يكرمك.
مش هتعمل حاجة غير إنك تردد الدعاء على طول، وعلى قد تعبك زوِّد عدد المرات اللي بتدعيها والدعاء هو:
” اللهم يا مسهل الشديد ، ويا ملين الحديد ، ويا مُنجز الوعيد، ويا من هو كل يوم في أمر جديد، أخرجني من حلق الضيق إلى أوسع الطريق بك أدفع ما لا أطيق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، رب لا تحجب دعوتي ولا ترد مسألتي ،ولا تدعني بحسرتي، ولا تكلني إلى حولي وقوتي بل إلى حولك وقوتك، ياودود ياودود ، ياذا العرش المجيد، اللهم إنّي أسألك بنور وجهك الذي ملئ أركان عرشك “
وبعدها تدعي بمطلبك وشوف المعجزات اللي هتنور حياتك!
سيبته وقومت وأنا بضحك من جوايا ومش مصدق كلامه.
بس حاجة جوايا قالتلي ” ما تجرب؟ “
وبصراحة لما هو قال الدعاء ده قدامي حسيت وكأنّه رمى في قلبي قطعة استبرق أو لمبة نور علقها في ظلماتي، قعدت أردد الدعاء وبعد سنة تقريبًا أهلي غصبوا عليا أتجوز وحاولوا كتير يقنعوني، حتى لو مش عشاني فعشان ولادي!
وفعلاً اتجوزت ست مُطلقة بسبب إنها مبتخلفش، هي جميلة جدًا شكلاً وطيبة بشكل يلين له الحجر وحتى لما سألت على طليقها لاقيته راجل محترم، فسألتها ” إيه سبب طلاقك؟ “
قالتلي ” أنا اللي طلبت الطلاق، عشان يخلّف ويفرح، هو ده مش حقه صح؟ “
بس هو كان بيحبك!

بس ربنا لا يعجزه شئ وله في خلقه شئون وأكيد لعله خير!
مرِّت الأيام وولادي كانوا بيتغيروا من كل حاجة، بكائهم بقى ضحك، شكلهم بقى مُنسَّق ونضيف، حبها ليهم مكنش زيف ولا كان مجرد كلام، كنت بشوف حنيتها عليهم، خوفها الشديد لو حد فيهم عطس بس، وفي يوم رنت عليا وأنا في الشغل وكانت بتتوجع جامد فقولتلها تقول الدعاء اللي الراجل قاله ليا في المسجد لحد ما أرجع وأخدها للدكتور..
خلَّصت بسرعة ورجعت البيت خدتها وروحت بيها للدكتور فلاقيته بيقولي ” مبروك المدام حامل! “
معقولة؟
أنا هنا اتخلطبت، طيب يمكن الحكمة من الموضوع إنها تكون أم لولادي، بس طليقها أكيد كان بيحبها وفضلت التساؤلات في دماغي لحد ما عرفت من جارنا إن طليقها أتجوز واحدة مطلقة برضو ومعاها ولد بس طليقها كان بيشرب مخدرات وبيضربها وبيستهين بالأمر لإنها يتيمة!
يارحيم ياودود يافعَّال لما تريد!
يعني هي كانت أم صالحة لولادي، وهو كان زوج صالح لبنت يتيمة الأيام بهدلتها؟
لما جه ميعاد ولادتها قعدت عند أمها، والغريب إنها رفضت تخليني أخد ولادي معايا واتحايلت عليا يفضلوا معاها عند والدتها فقولتلها ” بس إنتي تعبانة وولادي مشاغبين! “
رفضت رفض تام إني أخدهم، وكانت مقسمة قلبها للتلاتة.
وكانت دايمًا تقولي:
« كلهم ولادي ومفيش بينهم فرق وعشان اتقيت ربنا عوضني وكرمني بالخلف الصالح والزوج الصالح ورزقني بما حُرمت منه »
” والله ما كانت يومًا امرأة عادية وليشهد الله أنها ملاك أينما وضعت أقدامها أنبتت الأرض لها ورودًا وأزاهير “
قصة حقيقية لأمٍ وزوجة ومثال أصيل وطيِّب لزوجة الأب الذي يجب أن يُقتضى بها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى