Uncategorized

من هي المرأة التي يعشقها الرجل ومع ذلك يفر منها؟

يعشق المستقيمة الخلوقة المتدينة الرّزينة النّاضجة المرحة القويّة صلبة المبادئ، الحكيمة، الطّموحة المتفائلة المثقفة الواعية الجميلة الأنيقة النّظيفة، رصينة العقل.

المرأة التّي إذا استشارها انتفع برأيها وإذا حاورها وناقشها بهره تفكيرها.

ولكن إذا أراد الزّواج ألقى بهذه المواصفات عرض الحائط وبحث عن امرأة متواضعة في اهتمامها وعلمها، الحقيقة ما كنت أريد تعميم النّظرة في هذا وما أحبُّ اتّهام الرّجل بهذا التّفكير السَّطحيِّ غير أنّي فحصت كثيرا منهم وخبرتهم وعَجَمْت طينتهم من الواقع ووجدت هذا صحيحا لأبعد حدٍّ إلّا ثلةً قليلةً منهم.

يخشى بعضهم أو أغلبهم إن صحّ القول الارتباط بالمرأة الصّنديدة القويّة صاحبة المعرفة، السّبب هو هزيمة نفسيّة داخلهم، والمغالطة التّي يحملونها في مفهوم القوامة، القوامة عند بعضهم السّيطرة والمثقَّفة عندهم تكون سلطتها تحت زمام العقل وهم يرفضون ذلك، في معتقدهم الطّموحة القوية للحبّ والإعجاب والضّعيفة للزّواج.

يخادع الرجل نفسه حين يعلم أنَّ البُيوت تُبْنى بالنّساء المتعلّمات الدّينات الواعيات الطّموحات لكن يختارون عكس ذلك، وهذا من أقوى أسباب هشاشة الزّواج، فالأسرة تحتاج إلى العقل والعلم ورباطة الشخصيّة لتتمكّن المثقفة من حل مشاكلها الزّوجية وفهم شخصية زوجها والنّجاح في تربية أطفالها.

إنّه من التّناقض العجيب ويؤسفني أن أرى حملة هذا الفكر من أصحاب الثقافة والعلم.

أراه رجلا عظيما من يختار زوجة توافقه في عقله وتربيته وطموحه ومبادئه وقوة شخصيته، تشاكله فكرا ومنطقا وخلقا وأراه جبانا عليل الرُّجولة ذلك الفارُّ من امرأة أحبّها بعقله وتركها لضعف في شخصيته ومداراةً لفكر مُتوارث هشٍّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى