لماذا أعطت تركيا مهلة لبشار إلى آخر الشهر؟!
📌لماذا أعطت تركيا مهلة لبشار إلى آخر الشهر؟!
🕯للإجابة عن هذا السؤال الكبير الذي يتساءل عنه الجميع؛ لابد أن نعلم أن قرار اتخاذ الحرب عند الدول ليس مثل الفصائل؛ لا يتم اتخاذه بقرار سريع أو وقت وجيز.
🕯الأمر الآخر: لابد أن نعلم أن الحرب بين تركيا والنظام السوري؛ ليست كالحرب بين تركيا وميليشيات (قسد)؛ لأن هذه الحرب ستكون حربًا بين دول، وليست حربًا بين دولة وميليشيات، وهذا له تبعات دولية ضخمة، واقتصادية واجتماعية.
🕯الأمر الثالث: لابد أن نعلم أيضًا أن الحرب بين تركيا والنظام السوري؛ لن تكون بين تركيا والنظام السوري، إنما ستكون بين تركيا وروسيا، وبمعنى آخر بين تركيا وبين ثاني أقوى دولة في العالم؛ لذلك نجد أن تركيا بسهولة تستطيع أن تقصف معسكرات الجيش السوري، بل وحتى تسقط المروحيات السورية، أما إسقاط الطائرات الروسية؛ فهذا يحتاج إلى قرار حرب تاريخي؛ سيكون له آثار ضخمة على تركيا، إن نجح ستكون مكاسبه كبيرة، وإن فشل فسيكون تبعاته كبيرةً جداً على تركيا.
🕯وحتى يتضح المقصود من هذا المقال.. تركيا إذا أرادت أن تدخل الحرب مع روسيا، فهذا يعني أن على تركيا أن تنتقل من المعسكر الشرقي (الروسي) إلى المعسكر الغربي الأمريكي، وتحت هذا التزامات كثيرة جداً فيما يتعلق بالملف الليبي، وملفات قبرس وأوكرانيا، وفيما يتعلق بصفقتي S400 وطائرات F35، وكذلك التبادل التجاري بين تركيا وروسيا، الذي يقارب الثلاثين مليار دولار سنويًّا، وهو أكبر من حجم التبادل التجاري بين تركيا وأمريكا.
🕯هذه المصالح المتشابكة والملفات الشائكة؛ تضطر الحكومة التركية للتأني عند اتخاذ قرار الحرب، الذي يقضي بأن تتخلى تركيا عن مصالحها الكاملة مع المعسكر الشرقي، وتبحث عن بديل لها مع المعسكر الغربي، وهذا ما يحاول ترامب إغراء الحكومة التركية به، فبالأمس تم الاتفاق بين تركيا وأمريكا لرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مائة مليار دولار، وهو أكبر من حجم التبادل التجاري بين تركيا وروسيا، وهذا سيكون محفزًا قويًّا لتركيا للانتقال للمعسكر الغربي.
🕯وقبل أيام صدر قرار أمريكي بتصنيف حفتر كعدو، ودعم حكومة الوفاق؛ وهذا محفز آخر لتركيا، ودعمًا لها في الملف الليبي.
🕯كذلك قد تقوم أمريكا برفع العقوبات عن صادرات تركيا من الحديد الصلب إلى أمريكا، وتعجِّل بصفقةF35 .
وهذه كلها ستكون محفزات لتركيا للانتقال إلى المعسكر الغربي.
📌الخلاصة: لن تنتقل تركيا إلى المعسكر الغربي حتى تضمن أنها ستجد مصالح موازية لمصالحها مع المعسكر الروسي، أو أكثر منها، أما في حال عدم وجود مصالح بديلة؛ فلن تدخل تركيا في مخاطرة بأمنها القومي، واقتصادها؛ في حال قررت المواجهة مع روسيا.
🕯بقراءة ما سبق كله؛ سنجد الجواب: لماذا تركيا أعطت النظام مهلة إلى آخر الشهر؟!!
ليس لأجل أن يتقدم النظام، كما قد يفهم البعض أو نحو ذلك، إنما لأجل أن يكتمل تقدير الموقف على النقاط المذكورة في المقال أعلاه.
🕯وحتى الآن الأمور تتجه إلى أن تركيا قد تميل إلى المعسكر الغربي، وحينها ستتخذ تركيا قرار الحرب، وقد يعود سيناريو أفغانستان، وتستغل الدول الأوروبية وأمريكا هذه الحرب لإسقاط روسيا الاتحادية، وكما أسقطت الاتحاد السوفيتي من قبل، وهذا كله وارد.
🕯وفي النهاية أمام تركيا اليوم خياران اثنان:
الخيار الأول: الانتقال إلى المعسكر الغربي، وبالتالي فتح معركة قد تتجاوز حتى النقاط المتفق عليه في سوتشي، ويتم استعادة جميع المناطق التي تم احتلالها بمعارك ضارية، ويتم فتح الدعم بقوة، ويزويد عدد الثوار بالمنطقة وغيره.
🕯الخيار الثاني: أن لا تنتقل إلى تركيا إلى المعسكر الغربي، وإنما تبقى في المعسكر الشرقي، ولكن مقابل هذا تقدم روسيا تفاهمات معينةً، ويتم التفاهم ربما على المنطقة الحالية، مع دخول المحرر تحت الوصاية التركية بشكل كامل، على غرار تجربة درع الفرات، أو غصن الزيتون، وترسيم الحدود على وضعها الحالي.
المصدر : وكالة قبس بقلم د.المحيسني
