Uncategorized

اكتشفها الصينيون قبل 2000 عام ..ماذا تعرف عن بصمات الأصابع وهل يمكن أن تتبدل أو تتطابق بين البشر؟

بصمة الإصبع هي علامة مميزة لكل شخص أثبتها العالم “وليم هرشلو”, حيث يتم اعتمادها في التعرف على هوية الشخص وعادة ما تكون البصمة المستخدمة بشكل دائم بصمة الإبهام.

البصمة كلمة تركية، يدل معناها على الطباعة، علماً بأنها لا ُتعمل في اللغة التركية بنفس الدلالة العربية، ويشابه معنى البصمة كلمة “دمغة وطمغة” التي هي أيضاً تركية.

والجدير بالذكر, أن أول من اكتشف هذه البصمات هم الصينيون منذ 2000 سنة, حيث كان الأباطرة يوقعون على الوثائق المهمة ببصمات إبهامهم.

وفي عام 1877 ابتكر “هنري فولدز” طريقة تصوير البصمة على ورقة باستخدام حبر المطابع الأسود.

لكن العالم الإنجليزي السير فرانسيس غالتون عام 1892 هو أول من أثبت أنه لا توجد بصمتا إصبعين متطابقتان, كما أكد أن صورة البصمة لأي إصبع تبقى كما هي طوال حياته.

وفي عام 1901 طبقت شرطة التحقيقات الشهيرة في لندن سكوتلانديارد, نظام التعرف على المجرمين من خلال بصمات أصابعهم، وهذا النظام قام بتطويره السير ادوارد هنري، مع بعض التعديلات وهو النظام الذي تطبقه دوائر الشرطة في العالم إلى اليوم.

وعلى عكس ما يظن الكثيرون أن اكتشاف التوثيق باستخدام بصمة الأصبع Fingerprint هو شيء حديث : فهذه الفكرة خاطئة تماما .

حيث كانت الأمم القديمة تقوم بتوثيق الكثير من أعمالها القانونية والاتفاقات والتعريف ببعض الأشخاص عن طريق أخذ بصمة الأصابع على ألواح من الطين حتى تجف او غيرها (تم ذلك مع بعض المعتقلين وفي بعض التجارات والاتفاقيات بدلا من الأختام أو معها وكذلك مع بعض طلبات الطلاق من الأميين الذين لا يعرفون الكتابة.

وأيضا في التعرف على آثار بعض اللصوص ومحاكمتهم) – وقد تم العثور على آثار وكتابات تؤرخ كل ذلك في الصين القديمة واليابان وفارس وبابل ومصر وغيرهم.

وكان من أشهر من لاحظوا تفرد البصمات بين الأشخاص مما يؤهلها للتوثيق والتفرقة بينهم : المؤرخ الصيني كيا كونغ ين Kia Kung-Yen.

وقد ذكر ذلك عن الصينيين وأكده الطبيب المسلم الفارسي رشيد الدين حمداني Rashid-al-Din Hamadani حيث قال في كتابه (جامع التواريخ) 1305م :” أثبتت التجارب أنه لا يوجد شخصان لهما أصابع متماثلة “.

وهكذا وصل الإرث إلى العصر الحديث – لتبدأ الإضافات والتحليلات المتخصصة والهامة عليه لاستغلال كل هذه المعلومات بالصورة التي صرنا نراها اليوم.

ففي عام 1665 ذكر الطبيب الإيطالي مارسيلو مالبيغي وجود تشكيلات محددة من البروزات والغدد العرقية على أطراف الأصابع.

وفي عام 1684 نشر الطبيب الإنجليزي وعالم النبات نحميا غريو, أول ورقة علمية لوصف تشكيلات بروزات الجلد الذي يغطي الأصابع وراحة اليد.

أما في عام 1685 فقد نشر الطبيب الهولندي غوفار بيدلو, كتابا عن التشريح الذي يوضح أيضا تشكيلات بروزات الأصابع – ولعل من أشهر التأكيدات الحديثة على نفس ما قاله القدماء كان إقرار عالم التشريح الألماني يوهان كريستوف أندرياس ماير عام 1788 بأن بصمات الأصابع هي فريدة لكل فرد.

وفي عام 1823 وجد عالم التشريح التشيكي بركنجي, أن الخطوط الدقيقة الموجودة في رؤوس الأصابع (البنان) لها انواع فريدة عند كل شخص مكونة من تشكيلات أقواس – أو دوائر – أو عقد – أو على شكل رابع يدعى المركبات لأنها تتركب من أشكال متعددة.

وبالفعل في عام 1877 اخترع الدكتور هنري فولدز طريقة حديثة لوضع البصمة على الورق باستخدام حبر المطابع – وفي عام 1892م أثبت الدكتور فرانسيس غالتون عمليا وبالتعميم العلمي هذه المرة أن صورة البصمة لأي أصبع تعيش مع صاحبها طوال حياته فلا تتغير رغم كل الطوارئ التي قد تصيبه.

حتى أن العلماء وجدوا أن إحدى المومياء المصرية المحنّطة احتفظت ببصماتها واضحة جلية, كما أثبت الدكتور فرانسيس غالتون أيضا أنه لا يوجد شخصان في العالم كله لهما نفس التعرجات الدقيقة وأنها تظهر على أصابع الجنين وهو في بطن أمه عندما يكون عمره بين 100 و120 يوماً.

وأما في عام 1893 فقد أسس مفوض اسكتلنديارد : إدوارد هنري نظاماً سهلاً لتصنيف وتجميع البصمات رسميا .

حيث اعتبر أن بصمة أي إصبع يمكن تصنيفها إلى واحدة من ثمانية أنواع رئيسية.

وكذلك اعتبر أن أصابع اليدين العشرة هي وحدة كاملة في تصنيف هوية الشخص – وتم بالفعل إدخال نظام هوية البصمات في نفس العام كدليل قوي في دوائر الشرطة في اسكتلنديارد.

ثم أخذ العلماء منذ اكتشاف البصمات بإجراء دراسات على أعداد كبيرة من الناس من مختلف الأجناس فلم يعثر على مجموعتين متطابقتين أبداً.

وقد حسب الدكتور غالتون الاحتمالية الرياضية لتشابه بصمتين من تواليف التشكيلات : فوجدها تصل إلى 1 من 64 مليار !! (معلوم أن سكان الأرض كلهم اليوم لا يتجاوزون 8 أو 9 مليار).

ولكن نريد أن نعرف بعض الإجابات الهامة على أسئلة قد تجول في تفكيرنا (وبالفعل طرحناها عليكم مسبقا في فقرة.

هل تختلف البصمة في الصغر عن الكبر ؟

لا.. فبصمة الإنسان تبقى كما هي منذ الصغر وإلى مماته – وممن أقر بذلك هو العالم الألماني الذي ذكرناه منذ لحظات يوهان كريستوف أندرياس ماير.

ولم يكتف بمجرد الكلام بل أخذ بصمة اصبع من يده اليمنى – ثم قارنها بنفس البصمة بعد 40 عاما.

وكذلك فعل الحاكم الإنجليزي هرتشل في مقاطعة البنغال عندما قارن بين بصمتين له واحدة وعمره 27 سنة والأخرى وعمره 82 سنة فلم يلحظ أي تغيير يذكر.

هل إذا فقد الجلد ونما من جديد ينمو بنفس البصمة ؟
نعم .. فمعلومات التشكيل الخاصة بالبصمات ثابتة – وطالما سينمو الجلد من جديد فسينمو إلى نفس التشكيل – إلا لو كان الضرر الذي وقع على الجلد عميقا ومشوها فتفقد الخلايا الخاصة هذه المعلومات.

هل تختلف بصمات الرجال عن النساء ؟

نعم .. ففي الرجل يكون قطر الخطوط أكبر منه عند المرأة – بينما تتميز بصمة المرأة بالدقة وعدم وجود تشوهات تقاطعية في الخطوط.

هل تختلف بصمات الأصابع اليمنى عن اليسرى؟
نعم .. وهذا عكس ما يظنه بعض الناس أن الأصابع (متماثلة بالانعكاس) بين اليمين واليسار – ولكن العجيب أن الأمر ليس كذلك.

<<فسبحان الخالق العظيم>>

والجدير بالذكر أيضاً, أن التعرجات والتشكيلات الجلدية ليست مختلفة في البشر في الأصابع فقط – فهي موجودة في مناطق أخرى من جلد الإنسان.

وكلها مختلفة كذلك وإن لم تعط تفاصيل كثيرة ومحددة مثل أصابع اليدين !! بل وهناك بصمات الآن بالعين – وغير ذلك الكثير الذي ربما تكلمنا عنه فيما بعد.

وكالات + هاشتاغ 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى