الأخبار

اليك سر التقارب المفاجئ بين تركيا وخصومها في عام 2021 والانعكاس الكبير الذي طرأ على الليرة التركية

شهدت تركيا في العام المنصرم 2021 تحولات كبيرة في العلاقات الخارجية، خاصة مع الخصوم الذين وصلت درجة الخلاف معهم إلى حد القطيعة وسحب السفراء.

ففي العلاقة مع مصر أشار الرئيس أردوغان في نوفمبر الماضي إلى إمكانية حدوث تطورات في العلاقات مع مصر، مؤكدا أنها مستمرة حاليا على مستوى الوزراء.

وأضاف إن “العلاقات مع مصر متواصلة على المستوى الوزاري، ويمكن أن تحدث تطورات مختلفة للغاية بهذا الخصوص أيضا”، دون توضيح طبيعة هذه التطورات.

أما الإمارات فقد وصل التطبيع معها إلى حد زيارة محمد بن زايد لها، كما وقعت تركيا والإمارات عددا من الاتفاقيات، في ظل الحديث عن توقيع اتفاق لتبادل العملات بينهما، ومفاوضات بشأن “الطريق البري” التجاري بينهما.

في حين أعلن الرئيس التركي أنه سيزور الإمارات في شباط/ فبراير المقبل على رأس وفد عالي المستوى، لتوقيع اتفاقيات جديدة بين البلدين.

وفي وقت سابق نقلت مصادر صحفية تركية عن مسؤولين من الإمارات قولهم بإنهم تأخروا في المجيء إلى تركيا، وأنهم كان بإمكانهم إمكاننا تقييم هذه العملية بشكل أفضل.

وقالت المصادر إن أنقرة أجرت مفاوضات مع الإمارات للتوصل إلى اتفاق مقايضة العملات مع الإمارات تصل قيمتها إلى 10 مليارات دولار، مشيرة إلى أن الاتفاقيات التسع التي وقعت بين الإمارات وتركيا، إحداها كانت مذكرة تفاهم بين البنك المركزي التركي ونظيره الإماراتي.

لكن السعودية التي أعلنت مقاطعة غير معلنة للبضائع التركية، فقد أغلقت السلطات العديد من المدارس التركية في المملكة، وشهد أيار/ مايو الماضي أول زيارة لوزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إلى المملكة بعد جريمة مقتل خاشقجي، فيما أجرى وزير التجارة السعودي ماجد عبد الله القصبي، في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، زيارة إلى أنقرة.

وفيما يخص العلاقة مع إسرائيل، فقد أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت اتصالا هاتفيا بالرئيس التركي، عُدّ الاتصال الأول لرئيس وزراء إسرائيلي منذ عام 2013، وذلك وبعد حادثة اعتقال الزوجين الإسرائيليين في إسطنبول.

وفي هذا السياق يقول االكاتب التركي فائق بولوت، إن مسار التطبيع في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام جاء بعد وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السلطة وتغييره بعض السياسات في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح أن الحكومة التركية لم تستطع الوصول إلى أهدافها في ظل العلاقات المقطوعة مع العديد من الدول، وبدأت بالتراجع بسبب ما ذكر أنها “السياسة الخارجية غير المدروسة” و”الأزمة الاقتصادية التي تواجهها تركيا”، وقد بدأت أنقرة بالتقارب مع تلك الدول.

ولفت الكاتب إلى أن دول الخليج على رأسها الإمارات ترى أن هناك ثغرة في ما يخص الاستثمارات التركية، وبدأت عملية التطبيع مع تركيا، مشيرا إلى أن مسار التطبيع يتعلق بالجانب الاقتصادي بالأساس.

أما فيما يتعلق بمصر فقد أشار بولوت إلى أن هناك العديد من الشروط المصرية ما زالت موجودة تتعلق بجماعة الإخوان المسلمين، والمعارضين المصريين المقيمين في تركيا، مبينا أن المفاوضات بين أنقرة والقاهرة قطعت مسافة معينة، لكن هناك مشاكل كبيرة ما زالت قائمة.

وذات الأمر ينطبق على العلاقة مع إسرائيل، خاصة أن الحكومة التركية تبدي دعمها لحركة حماس، مستبعدا في الوقت ذاته أن تتناز تركيا للاحتلال الإسرائيلي تؤثر على علاقتها مع السلطة الفلسطينية وحركة حماس.

وختم الكاتب أن عمليات التطبيع بين تركيا والإمارات ومصر والسعودية وإسرائيل، قد تسير بخطوات متوازنة ومرحلية، ولن تكون بالمستوى العالي، لافتا إلى أن هناك ترددا من الرياض بشأن العلاقات مع تركيا، كما أنها تسير وفقا لمسارات موازين القوى في الشرق الأوسط بأبعادها الدولية والإقليمية والمحلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى