Uncategorized

قصة البخيل الجزء الأول

كانت الساعة العاشرة مساءً عندما عاد الى بيته متعباً مرهقاً يحمل بين يديه كيساً …لف بحذر ..دخل البيت دون أن يحدث أي ضجة .
شاهد نور الصالة مشعلاً أحس بالغيظ يتملكه …أووف …لا تزال تنام وتترك نور الصالة مضاء …
ماذا أفعل معها ؟؟ يا رب ساعدني حتى أستطيع افهام هذه المبذرة أن التبذير حرام …
أشقى طول النهار حتى أجني هذه الأموال وهي وأولادها يبعثرونها دون وجع قلب ..
أطفأ النور وتلمّس طريقه الى غرفة النوم..بعد أن خلع نعليه حتى لا يوقظ أحداً…خلع ملابسه بعد أن وضع الصرّة في الخزانة وقفل عليها بالمفتاح …اندس في فراشه وانحنى على زوجته ..كلّمها هامساً وتأكد أنها لا تزال نائمة وعاد الى الخزنة..فتحها وأخرج الصرة فك طياتها بعناية …
أخرج منها برتقالة قشرها وأكلها بسرعة ونظرته لا تفارق وجه زوجته النائمة على السرير …
مسح يديه بثيابه وجمع القشور ووضعها بعناية في الصرّة .. وأعاد قفل الخزانة وعاد ليندس في فراشه …وسرعان ما أخذ شخيره يعلو وهو يعزف اللحن اليومي المعتاد …
استيقظ باكراً وقام الى المطبخ …توضأ وصلى ركعتي الصبح …وانسل من البيت قبل أن يستيقظ احد …
توجه ألى دكانه في سوق الخضار لان عليه متابعة تنزيل الخضار حتى لا يسرقه الحمالون فهم يسرقون الكحل من العين فقد شاهد الاسبوع الماضي أحد الحمالين يأكل حبة بندورة …وقبلها بمدة شاهد آخر يضع تفاحة في جيبه …يريد هذا اللص أن يأكل تفاحاً ؟؟ألا يعلم أن الحاج سالم بذاته لم يدخل التفاح الى بيته ذاك الشهر ؟؟؟وانتظر حتى أصبح سعر التفاح زهيداً بعدها أخذ لهم القليل منه ….
كان الحاج سالم منهمكاً بعمله عندما حضر ابنه اسماعيل وقال له أن أمه تريد خضاراً وفواكه للطبخة وأخته سعاد تريد عشر ليرات للمدرسة وهو بحاجة أن يشتري حذاء…
صرخ بوجهه : ” أتلحقون بي الى هنا ؟؟ في الليل طلبات والصبح طلبات وفواتير ارحموني .. ارحموني ارجوكم ” …
حاول اسماعيل أن يفتح فمه لكن والده لم يدعه يفعل وصرخ فيه اذهب الى البيت و أخبر أمك أني سأبعث لها الخضار مع الولد حميد …أما طلباتك وطلبات أختك نحكي فيها في المساء…
عاد ظهراً الى بيته ..وما أن فتح الباب حتى وجد ابنته حميدة بانتظاره وهي تبكي وصرخ بها الناس بتجوز بناتها حتى تخلص منها أما أنا فعلي أن أنفق عليهن وعلى أزواجهن …ماذا تريدين هذه المرّة ؟؟؟
خبري زوجك لن أعطيه شيئاً أنا مالي فاتحها تكية ..كلكم طامعون بأموالي …اغربي عن وجهي انت وزوجك …وفتح الباب وخرج ..
كان الحاج سالم رغم ثرائه الشديد كان شديد البخل على أهله وأولاده ..يحب جمع الثروة .
ونظراً لثرائه الشديد فقد كان مطمعاً للصوص وقد تمت أكثر من محاولة للسطو على بيته ولكن اللصوص لم يعثروا على شيء …
الى أن جاء ذلك اليوم المشؤوم
قصة البخيل الجزء الثاني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى