الأخبار

هوس السّرقة… اضطراب خطير يصيب الصحة العقلية

close

السّرقة ليست دائماً جنحة فقد تكون مرضاً وهوس السرقة Kleptomania يجعل الإنسان يقدم على سرقة أشياء لا يحتاجها، ولا تساوي إلا قيمة بسيطة عادةً، مع تكرار الفشل في مقاومة إلحاح النفس.

ويؤكد الأطباء أن هوس السرقة اضطراب خطير يصيب الصحة العقلية، وفي حالة الفشل في علاجه، يمكن أن يضرّ بالمريض وأحبابه. ويرى المختصون أن هوس السرقة نوع من اضطراب السيطرة على الدوافع، بمعنى أنه اضطراب يتسم بمشكلات في التحكم الذاتي في الانفعالات أو السلوكيات

خلافاً للصوص المتاجر، المرضى بهوس السرقة لا يسرقون قهراً للكسب الشخصي، ولا جراءةً، ولا تمرداً. لكنهم يسرقون لأنهم يتعرضون لحالة من الإلحاح القوي الذي يعجزون عن مقاومته.

بصفة عامة، إن نوبات هوس السرقة تحدث تلقائياً ومن دون تخطيط عادةً من ودون مساعدة شخص آخر ولا التعاون معه.إن معظم المصابين بهوس السرقة يسرقون من الأماكن العامة، مثل المتاجر الكبيرة والمجمعات التجارية. وبعضهم قد يسرق أصدقاءه أو أقاربه مثل سرقتهم في أثناء إحدى الحفلات.

وغالباً ما تكون الأشياء المسروقة عديمة القيمة بالنسبة إلى المريض بهوس السرقة، بل إن السارق يستطيع تحمّل ثمن شرائها.

وفي العادة، يخبئ السارق المسروقات في مكان آمن من دون أن يستعملها. بل قد يتبرع بالمسروقات أو يمنحها لبعض أفراد الأسرة أو الأصدقاء، أو قد يردّها سراً إلى المكان الذي سرقها منه.

إذا تعذّر على المصاب التوقف عن سرقة المتاجر أو الاستيلاء على متعلقات الآخرين، ينبغي طلب الاستشارة الطبية، وإن كثيراً من الأشخاص المحتملة إصابتهم بهذا المرض يُعرضون عن طلب العلاج لأنهم يخشون التعرض للاعتقال أو السجنوبالرغم من ذلك

فإن مقدم خدمات الصحة العقلية في العادة لا يخبر السلطات بحالات السرقة التي يرتكبها المريض ويلجأ بعض المرضى إلى المساعدة الطبية لأنهم يخافون من القبض عليهم والتوابع القانونية لذلك، أو أنهم قد تعرضوا للاعتقال بالفعل

وقد أُجبروا قانونياً على الخضوع للعلاج إن الحصول على المساعدة يمكن أن يساعد المريض على اكتساب إمكانية السيطرة على هوس السرقة ومن أسباب اضطراب هوس السرقة

لا يزال العلم يجهل السبب وراء هوس السرقة، لكن ثمة نظريات عديدة تفترض حدوث تغيّرات بالدماغ قد تتعلق بالسبب الأساسي وراء هذا المرض، ولذلك، يتطلب الأمر إجراء مزيد من الأبحاث لفهم هذه الأسباب الممكنة فهماً أفضل. ومن ناحية أخرى، يمكن هوس السرقة أن يكون بسبب


الاضطرابات الإدمانية، فالسرقة يمكن أن تسبب إفراز الدوبامين، وهو مسؤول عن مشاعر السعادة، وبعض الأفراد يسعون وراء هذه الأحاسيس الجديرة بالعناء مراراً وتكراراً.

ويمكن أن يكون مرتبطاً بالنظام الأفيوني للدماغ، الذي ينظِّم حالات الإلحاح ويمكن الاختلال الذي يصيب هذا النظام أن يصعِّب من مقاومات حالات الإلحاح.عوامل تزيد من مخاطر اضطراب هوس السرقة يُعَدّ هوس السرقة من الحالات غير المنتشرة،

والكثير من الحالات لا تخضع للتشخيص بسبب أن كثيراً من المصابين لا يُقْدمون أبداً على طلب العلاج وفي معظم الحالات، يبدأ هذا المرض في مرحلة المراهقة أو مرحلة البلوغ الأولى، ولكن في حالات نادرة يظهر في وقت متأخر خلال مرحلة البلوغ، وقد تتضمن عوامل الخطورة التي ترتبط بهوس السرقة ما يأتي:

التاريخ المرضي للعائلة النساء أكثر تأثراً من الرجال.الإصابة بمرض عقلي آخر مثل الاضطراب ثنائي القطب أو اضطراب القلق أو اضطراب الأكل أو اضطراب تعاطي المخدرات أو اضطراب الشخصية.

في حالة إهمال علاج هوس السرقة يمكن أن يؤدي إلى مشكلات خطيرة على الصعيد الانفعالي والأُسري والقانوني والوظيفي والمالي. وعلى سبيل المثال، يعرف الشخص أن السرقة أمر منكر ومع ذلك يشعر بقلة الحيلة أمام مقاومة الدافع

فقد يتعذب لشعوره بالذنب والخزي واحتقار الذات والمذلة، ويمكن أن يكون المرء يتمتع بسلوكيات أخلاقية مستقيمة، ما يجعله مضطرباً ومستاءً من ممارسة السرقة القهرية. وفي ما يأتي بعض المضاعفات التي قد يسببها هوس السرقة أو ترتبط به:مضاعفات اضطراب هوس السرقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى