Uncategorized

من بينهم عنترة ابن شداد وأغربهم تأبط شراً ..ما لا تعرفه عن الأبطال الحديديين والخارقين في التاريخ العربي

من بينهم عنترة ابن شداد وأغربهم تأبط شراً ..ما لا تعرفه عن الأبطال الحديديين والخارقين في التاريخ العربي

يبحث الإنسان الطموح عادة عن الكمال في القدوة التي ينهل منها أفكاره و عاداته سواء من خلال التفكر بالمخلوقات التي خلقها الله من حوله و دقة إبداعها أو في المنجزات البشرية و حتى في الأعمال اليومية التي يقوم بها و يسعى إلى التميز والاختلاف دائما في كل مناحي الحياة, ومن هنا هو متعلق بفطرته بفكرة “البطل الخارق” الذي يرضي من خلاله غروره في بحثه عن الكمال!

وتمتلئ أصقاع الأرض بأكملها في مختلف قاراتها كل حسب ثقافته واهتماماته وتطلعاته بأساطير وحكايات عن أبطال خارقين خلدوا من خلال قصصهم الشعبية وتاريخهم المدون. وتميز الأبطال على اختلاف قدراتهم بصفات استثنائية كانت مسوغا لأن تحفظ الشعوب سيرتهم وتتناقلها عبر الأجيال و العصور.

عرب يمتلكون قدرات استثنائية خاصة
وقد عرفت الثقافة العربية، العديد من الشخصيات التي احتفظت لنا كتب التاريخ بسيرها وقصصها، الذين تمتعوا بقدرات استثنائية كانت مضـ.ـرب للأمثال.

إلا أن “الأبطال الخارقين” الذين عرفتهم المنطقة العربية، لم تنظر إليهم كتب السير والتراجم على أنهم “أبطال شعبيين” بالمعنى المتعارف عليه، بل مجرد أشخاص تميزوا عن غيرهم بقدرات خاصة،

وفي بعض الأحيان بقدرات عادية ولكن تم تضخيمها والمبالغة في تصويرها لغرض ما، ولم يجدوا طريقهم إلى كتب التاريخ عادة إلا بسبب قصائد ألفوها أو ألفت عنهم، حفظت لنا سيرتهم وخلدتها، أو بسبب نهاياتهم الدرامية التي كانت تعد بمثابة عظة وعبرة تتناقلها الأجيال.

فمن هؤلاء عنترة بن شداد

الذي تروي لنا كتب “الأدب العربي” أنه كان يتمتع بقـ.ـوة عظيمة وشجاعة كبيرة، فكان يصرع أعتى الأبطال ويقـ.ـاتل الأسود والذئاب في البرية، واستطاع أن ينتصر بسبب قـ.ـوته في كل الحر.وب التي خاضها مع قبيلة “عبس”، وبالرغم من ذلك كان السبب الرئيسي في حفظ سيرة عنترة حتى الآن هو قصة حبه الشهيرة لعبلة بنت مالك ابنة عمه التي خلدتها قصائده الشعرية.

صاروخ بشري


كما عرف عن الشاعر ثابت ابن جابر، والمشهور باسم “تأبط شرا”، أنه كان من العدائين وكانت سرعته يضـ.ـرب بها المثل بين العرب، وفي زمنه كان يقال أنه لا يوجد رجل يمشي على قدمين أسرع من تأبط شرا،

حتى إنه كان يستطيع العدو خلف الغزلان، التي تعد أحد أسرع الحيوانات على الإطلاق، حتى يقوم باصطيادها بيديه ثم يقوم بـ.ـذبحـ.ـها وأكلها، ومن شدة سرعته قالوا إنه “لا يكاد يرى”، وبالرغم من هذه الميزة الخارقة، إلا أن سبب شهرته الأساسية هي أنه كان من الشعراء الصعاليك الذين تركوا أشعارا تخلد ذكراهم ولولا لما بقي في ذاكرة العرب.

أما الشاعر الصعلوك “سليك بن السلكة”

فكان يمتع بعدة صفات خارقة، فقد كان سريعا للغاية حتى أن الخيل لا تستطيع اللحاق به وكان يضـ.ـرب به المثل في السرعة فيقال “أعدى من السليك”، بالإضافة إلى ذلك كان فتاكا لا يستطيع أحد على منازلته، كما كان لديه قدرة غير عادية على حفظ الطرق حتى قيل أنه أعلم الناس بمسالك الأرض.

وهناك زرقاء اليمامة


التي كانت تتمتع ببصر حاد لم يعرف التاريخ مثله، ويقال أنها كانت ترى الشخص من على مسيرة ثلاثة أيام، أي على بعد عشرات الكيلو مترات، وكانت نهايتها الدرامية سببا في دخولها كتب التاريخ، حيث لم يصـ.ـدقها قومها عندما أخبرتهم أنها ترى فروع الأشجار -وكان يختبىء خلفها الأعداء- تتحرك باتجاه قبيلتها، وعندما وصـ.ـل الأعداء واستولوا على أرضها قاموا باقتلاع عيني زرقاء اليمامة.

أما إياس بن معاوية المزني

فقد كان أحد أشهر الرجال في عصر الدولة الأموية، حيث عرف بشدة ذكاءه منذ صغره، وقدرته على إيجاد الحلول لأعتى المشكلات، وعندما شاعت أخبار ذكائه في الدولة، صار الناس يأتونه من كل حدب وصوب،

يعرضون عليه ما يعترضهم من مشكلات في العلم والدين، فكان يجد لها الحلول بكل بساطة وبشكل كان يصيب من حوله بالدهشة البالغة، وتحفظ لنا كتب الأدب العربي عشرات القصص التي تجسد مدى ذكاء هذا الرجل وفطنته.

في حين تمتع أبو جعفر بن جرير الطبري

صاحب كتاب “تاريخ الطبري” بذاكرة حديدية كان يضرب بها الأمثال، وهو ما ساعده على أن يلف في العديد من العلوم، فقد كانت تساعده ذاكرته الحديدية النادرة على أن يحفظ موضوعات العلوم وأدلتها وشواهدها وكأنه يقرأ من الكتب، حتى قيل إنه لم ينس شيئا حفظه حتى يوم مماته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى