Uncategorized

أنا أمير وأنت أمير مين يسوق الحمير؟” إليكم القصة

أنا أمير وأنت أمير مين يسوق الحمير؟” إليكم القصة

أمثالنا الشعبية لها قصص وحكايات لم تكن من فراغ ولكن بسبب مواقف معينه حدثت ومنها ذكر المثل ليكون عبرة وليدل على الحقيقة وليس الخيال, أمثالنا حفظتها أجيال وراء أجيال……. تعالوا بنا نقدم كل مرة مثل ونعرف ما حكايته ؟

“لما أنا أمير وأنت أمير مين يسوق الحمير؟”

يضرب هذا المثل عندما يرفض الناس أداء مهمة معينة يعتقدون أنها وضيعة لا تليق بمكانتهم فينظر كل واحد لآخر متوقعا مبادرته للقيام بها!…… وهناك عدة روايات متشابهة

فيقال “أنا كبير وأنت كبير ومين يسوق الحمير؟” أو… طب مين ها يربط الحمير؟” وهى مهمة كان يقوم بها أهل البيت عند قدوم الضيوف فيربطون بهائمهم بينما يستريح الضيوف من عناء السفر….. وبنفس المعنى يقولون

“لما أنا ست وأنتي ست مين يكب الطشت؟” ولكن في الحقيقة لا ينتقص العمل من مكانة الإنسان, بل على العكس يعليها ويرفعها فيقال “خادم القوم سيدهم” وأيضا “ما رأيت المعروف ينقص صاحبه إلا يزيده على الكمال كمالا”

وقد ضرب رسول اللهصلى الله عليه وسلم سيد البشرية ومعلمها مثالا في التواضع حيث كان أشد الناس تواضعا,وأبعدهم عن الكبر, يمنع عن القيام له كما يقومون للملوك,وكان يعاود المساكين

ويجالس الفقراء,ويجيب دعوة العبد, ويجلس مع أصحابه كأحدهم,وعندما سأل رجل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هل كان النبي _ صلى الله عليه وسلم_ يعمل في بيته شيئا, قالت نعم كان رسول الله_ صلى الله عليه وسلم_ يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من الكبر.

و قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم “لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلا فيسأله, أعطاه أو منعه”.

يقول أحدهم كانت جدتي عجوز كبيره … كبيره جداً … كانت أكبر سيدات حينا الصغير.
كنت أظن أنها أول البشر لانها كانت عجوزه هرمة… و لكن كان ظاهراً فيها رزانة عقل و طول بال كانت كثيراً ما كانت تحسد عليهما.

لا أذكر أننا مرة رأيناها تسب أو تشتم …بل ولم نرها قط تقذف احدنا بشىء اذا غضبت .. كما كان يفعل اكثر الكهول بنا.
بل انها كانت دائماً مسالمة و دائماً مبتسمة … و ابتسامتها كانت ملازمة لها.

في يوم حكت لنـا قصة ….
قصة أميرين في سالف العصر و الزمان ذهبا للصيد مع حارس لهما … كانا يصطادان و الحارس يحرس حمارهم الذي كان يحمل متاعهم… متاع الصـيــد…!!!

و لكن … بقدرة الله حدث حادث لهم فمات الحارس …فاحتــاروا في أمر ٍ … أمر كانوا يرونه معضلة..
.
امر من يسوق الحمـار الذي كان يحمل المتاع…

فلقد انتصب كل منهم … و قال بأعلى صوتــه…
أنـــا أميــر…. و أنـت أميــر… فمن يســــوق الحمــار؟؟؟…

و من المؤسف أنه ظل الاميران على هذه الحــال…(يعني إلى أن زارهم ملك الموت)

كنـا نحب سماع هذه القصه دائماً … و كنا نضحك لغباء هذين الأميرين!!!

كنا نظن انها قصة خياليه جداً … و لا يمكن ان تحدث في عالمنـا هذا

كنت اظن انها حكاية ربما تكون حدثت في أيام جدتـي….

و بعد أن كبرت احسست انه ما كان يجب ان اضحك و أسخر من هذه الحكـايــة

فقد أيقنت بعدما رأيــت …
ناساً قاسية … و لا تعليل لقسوتهم إلا بقسوة الناس عليهم..!!!

ناساً يزعمون أن لقلوبهم في اختيار كل شيء طريقة لا تخطىء..

ناساً عيونهم تلمع بأسف و عنـاد … و تمادي في موقف يعيب…
و أتســاءل….

لماذا أكثر الناس عن مديح نفسهم… و التحدث عن ذكائهم..؟؟؟
لماذا اصبح الناس طرازاً من غرابة الطبيعة و شذوذ الاطوار..؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى