Uncategorized

قصة مجهولة المصدر الجزء الثاني

شعرت بأن إحساسنا بالمودة والألفة أصبح ينمو مرة أخرى ولم أخبر
“جيين” عن ذلك .

وأصبح حمل زوجتي صباح كل يوم يكون سهلاً أكثر وأكثر بمرور مهلة الشهر التي طلبتها
وقد أرجعت ذلك إلى أن تماريني الرياضية هي التي جعلتني قوياً فسهل حملها.

في صباح أحد الأيام جلست زوجتي تختار ماذا ستلبس، لقد جربت عددا لا بأس به من الفساتين
لكنها لم تجد ما يناسبها ، فتنهدت بحسرة قائلة :
كل فساتيني أصبحت كبيرةً علي ولا تناسبني.

أدركت فجأة أنها أصبحت هزيلة مع مرور الوقت وهذا هو سبب سهولة حملي لها.
فجأة استوعبت أنها تحملت الكثير من الألم والمرارة في قلبها .

لاشعورياً وضعت يدي على رأسها بحنان، وفي هذه اللحظة دخل ولدنا وقال :
أبي لقد حان الموعد لتحمل أمي خارج الغرفة.

بالنسبة إليه رؤية والده يحمل أمه أصبح شيئا أساسياً من حياته اليومية، طلبت زوجتي من
ولدي أن يقترب منها وحضنته بقوة،ثم تنهدت بأسى شديد .

ومرة أخرى راودني ذلك الأحساس بالألم فأدرت وجهي عن هذا المنظر لخوفي أن أضعف
وأن أغير رأيي في هذه اللحظة الأخيرة، ثم حملتها بيبن ذراعي وأخرجتها من غرفة النوم إلى
الباب الخارجي مروراً بغرفة المعيشة وهي تطوق عنقي بيديها بنعومة وحنان شديدين.
­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­
ضممت جسدها بقوة كان إحساسي بها كإحساسي بها في أول يوم زواج لنا، لكن وزنها الذي
أصبح خفيفاً جعلني حزيناً.

في آخر يوم عندما حملتها بين ذراعي لم استطع أن أخطو خطوة واحدة، ولدنا قد ذهب الى
المدرسة فضممتها بقوة وقلت لنفسي :
يا الهي، لم أكن أتصور أن حياتنا كانت تفتقر إلى المودة والألفة إلى هذه اللحظة.

قدت السيارة وترجلت منها بخفة ولم أغلق الباب خلفي خوفاً مني من أن أي تأخير قد يكون
السبب في تغيير رأيي الذي عزمت عليه…
صعدت السلالم بسرعة …

فتحت “جيين” الباب وهي تبتسم ، فبادرتها قائلا:
أنا آسف يا “جيين” ، لكني لم أعد أريد أن أطلق زوجتي .

نظرت جيين إلي مندهشة ومدت يدها لتلمس جبهتي وسألتني : هل أنت محموم؟
رفعت يدها عن جبيني وقلت لها :

أنا حقاً آسف جيين لكني لم أعد أريد الطلاق، قد يكون الملل تسلل إلى زواجي لأنني وزوجتي
لم نكن نقدر الأشياء الصغيرة الحميمة التي كانت تجمعنا وليس لأننا لم نعد نحب بعضنا.

الآن أدركت انه بما أنني حملتها بين ذراعي في أول يوم زواج لنا لابد لي أن أستمر في حملها
حتى آخر يوم في عمرنا.

أدركت “جيين” صدق ما أقول وقوة قراري ، عندها صفعت وجهي صفعة قوية وأجهشت
بالبكاء وأغلقت الباب في وجهي بقوة…
نزلت السلالم وقدت السيارة مبتعداً .

توقفت عند محل بيع الزهور في الطريق واخترت حزمة من الورد جميلة لزوجتي، سألتني
بائعة الزهور: ماذا ستكتب في البطاقة ؟

فابتسمت وكتبت : سوف استمر في حملك وضمك بين ذراعيي كل صباح إلى أن يفرقنا الموت.
في هذا اليوم وصلت إلى المنزل وحزمة ورد بين يدي وابتسامة تعلو وجهي .

ركضت مسرعاً إلى زوجتي.
ودخلت البيت بلهفة شديدة فلم أجدها في الصالة ولا في المطبخ وناديت عليها مرات عدة
ولكن دون فائدة .

توجهت مسرعا الى غرفة النوم فوجدتها في فراشها .
ولكن … ج ثة هامدة .
نعم وجدتها وقد فارقت الحياة في فراشها …

ثم عرفت الحقيقة …

لقد كانت زوجتي تكافح مرض السرطان لأشهر طويلة دون أن تخبرني …
وأنا كنت مشغولاً مع “جيين” فلم ألاحظ شيئا …
لقد علمت زوجتي أنها ستمو ت قريباً …

ففضلت أن تجنبني ردة فعل سلبية من قبل ولدنا ضدي وتأنيبه لي في حال مضينا في
موضوع الطلاق.
لقد أرادت أن أظل الزوج والأب المحب في عيون ولدنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى