الأخبار

ماذا تفعل الصين في قاعدة ريام بايدن يطالب كمبوديا بالتوضيح .. إليكم التفاصيل في الرابط 👇👇👇

close

كشفت صحيفة واشنطن بوست يوم 6 يونيو/حزيران 2022 أن الصين ستقوم بتطوير قاعدة “ريام” البحرية (Ream Naval Base) في كمبوديا، حيث سيستخدم الجزء الشمالي من القاعدة المطلة على خليج تايلند حصريا من قبل الجيـ.ـش الصيني.

بينما نفت كل من الصين وكمبوديا هذه المعلومات. وسبق أن أشارت تقارير غربية عام 2019 إلى توقيع بكين اتفاقية سرية مع كمبوديا،

تسمح للقـ.ـوات الصينية باستخدام قاعدة “ريام” البحرية على شواطئ كمبوديا، وأكدت بكين وقتها أن الوجود الصيني في القاعدة إنما هو من أجل الأنشطة التدريبية مع الجيـ.ـش الكمبودي فقط.

بالإضافة إلى القاعدة الصينية في جيبوتي، التي افتتحت رسميا في عام 2017، ستكون قاعدة “ريام” في كمبوديا هي الثانية للصين على المستوى الدولي والأولى لها في آسيا،

وتسعى بكين إلى إنشاء قواعد عسكـ.ـرية في عدد من الدول بشكل سري لدعم الانتشار العسكري للقوات الصينية خارج حدودها. وكانت الاستخـ.ـبارات الأمريكية

قد كشفت في العام الماضي عن بناء الصين منشأة عسكـ.ـرية سرية في ميناء إماراتي، مما أدى إلى ضغوط أمريكية على أبو ظبي التي أعلنت وقف العمل بالمنشأة لاحقا.

وتأتي هذا الخطوة في نفس سياق تحركات الصين الجادة والمستمرة لتعزيز نفوذها الإقليمي. حيث نجحت بكين في شهر أبريل/نيسان الماضي في توقيع اتفاقية أمنية شاملة مع دولة “جزر سليمان”،

ومنحت الاتفاقية الصين أول موطئ قدم عسكـ.ـري لها في جنوب المحيط الهادئ. بينما أخفقت الصين في نهاية شهر مايو/أيار الماضي في التوصل

إلى اتفاق للتعاون الأمني والتجاري مع دول جزر المحيط الهادئ (فيجي وتسع دول أخرى)، في مسعى متصل لإعاقة ومنع أمريكا من بناء عمق إستراتيجي لقواتها الموجودة في جزيرتي “غوام” و”هاواي”.

ويعزز مشروع قاعدة “ريام” البحرية في كمبوديا من استنتاجنا السابق إزاء الاتفاقية “الغامضة” مع جزر سليمان، والذي يشير إلى أن سياسة ضبط النفس التي طالما انتهجتها بكين آخذة في التآكل، مع السعي إلى تطبيع وجود قوات الأمن والدفاع الصينية في الخارج

ونقل هذا الوجود من خانة “التوسع” إلى الاعتراف بالوجود الصيني. كما أن مثل هذه الاتفاقيات الغامضة توفر فرصة لإغراء دول صغيرة أخرى تسعى إلى تعزيز أمنها الداخلي وتنويع علاقاتها الأمنية الخارجية.

وبينما تنتشر الاستثمارات الصينية في كل مكان في العالم، خاصة بعد أن وقعت أكثر من 140 دولة على مبادرة الحزام والطريق، تواجه بعض هذه الدول ضغوطا للقبول بترتيبات تسمح للقـ.ـوات الصينية بالتدخل لحماية المشروعات والأصول المملوكة للصين.

حدود الانتشار العسكـ.ـري الصيني

تهتم الصين بتأسيس وجودها العسكـ.ـري في المحيطين الهادئ والهندي من أجل مواجهة الانتشار الإستراتيجي والعسكـ.ـري الأمريكي في المنطقة، بدءا من أستراليا وجزر المحيط الهادئ، مرورا بقواعدها العسكـ.ـرية في اليابان وكوريا الجنوبية

ووصولا إلى البحار القريبة من الصين. هذا الاهتمام العسكـ.ـري يمثل خطوة متقدمة بعد اكتفاء الصين خلال العقد الماضي بنهج يجمع بين الإغراءات والإكـ.ـراهات في المجالات الدبلوماسية والاقتصادية لدول المنطقة،

وعبر بناء علاقات قوية مع النخب السياسية الحاكمة والتوسع في المساعدات وضخ الاستثمارات في جميع أنحاء المنطقة، بهدف دفع دول المنطقة إلى الاستسلام لقيادة بكين للمنطقة.

تدرك بكين جيدا أنها لن تصبح قوة مهيمنة دوليا توازي الولايات المتحدة ما لم تخضع مجالها الحيوي إلى نفوذها الحصري الذي لا يقبل القسمة مع قوى أخرى.

ومن ثم فإن الصراع الأمريكي الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ يرتبط أمريكيا بمنع الصين من الهيمنة على هذه المنطقة كي لا تتحول لقوة هيمنة دولية.

في حين يطلق الإستراتيجيون العسكـ.ـريون الصينيون على بحري الصين الجنوبي والشرقي “الكاريبي الصيني”، في إشارة إلى أن هذه المنطقة يجب أن تكون خالصة لهيمنة الصين دون أي قوى خارجية أخرى، كما أن الكاريبي الأمريكي خاضع لهيمنة واشنطن الحصرية.

وفقًا لتقرير البنتاغون العام الماضي، فإن البحرية الصينية هي بالفعل الأكبر في العالم من حيث عدد السفن؛ حيث تمتلك الصين 355 سفينة ومن المتوقع أن يكون لديها 460 بحلول عام 2030، بينما تمتلك البحرية الأمريكية 297 سفينة. وبالرغم من امتلاك الصين

لهذا العدد الضخم من القطع البحرية؛ فإن غياب شبكة قوية من القواعد الصينية عبر البحار يقلل من قدرة الصين على استخدام سفنها الحربية في مسافات بعيدة عن الشواطئ الصينية.

في المقابل فإن الانتشار العسكـ.ـري الأمريكي الدائم في المنطقة (اليابان، كوريا، جزيرة غوام، أستراليا، جزيرة دييغوغارسيا) يظهر على الخريطة الصين وكأنها تحت حصار بحري من قواعد عسكـ.ـرية وغواصات نـ.ـووية ووجود إستراتيجي أمريكي.

لذلك، فإن امتلاك قواعد بحرية يمثل ضرورة لنشر النفوذ العسكـ.ـري الصيني في المنطقة. وتمنح الاتفاقية مع كمبوديا ميزة استضافة سفن عسكـ.ـرية صينية كبيرة إلى الغرب من بحر الصين الجنوبي الذي يمثل ساحة تنافس جيوسياسي رئيسية بين واشنطن وبكين،

كما سيساهم في تحقيق بعض طموحات الصين لتوسيع نفوذها العسكـ.ـري قرب الممرات البحرية الرئيسية في منطقة جنوب شرق آسيا، ويمنح بكين المزيد من التأثير السياسي على بلدان بعيدة تماما عن الشواطئ الصينية. ومع هذا،

ينبغي الأخذ في الاعتبار أن المساحة المحدودة لقاعدة “ريام” البحرية (0.8 كم مربع) مقارنة بالقاعدة الأمريكية السابقة في خليج “سوبيك” في الفلبين (679 كم مربع)، لن توفر للبحرية الصينية سوى مزايا تشغيلية محدودة.

الوجود العسكـ.ـري والإستراتيجي الأمريكي في المحيطين الهادئ والهندي (باللون الأزرق)، والصيني (باللون الأحمر) بالقرب من كمبوديا ، والهندي (بالرمادي). تمثل الدوائر المظللة الوجود المحتمل.

الوجود العسكـ.ـري والإستراتيجي الأمريكي في المحيطين الهادئ والهندي (باللون الأزرق)، والصيني (باللون الأحمر)، والهندي (بالرمادي). تمثل الدوائر المظللة الوجود المحتمل.

رسائل “بايدن” الحاسمة: الصين هي الأولوية

الانخراط والتعاون مع دول جزر المحيط الهادئ لتقويض مساعي الصين لإبراز قوتها العسكـ.ـرية في المنطقة. وفي الوقت نفسه، تضع التحركات الصينية الإدارة الأمريكية تحت ضغط لتسريع سياسة العمل مع الشركاء في آسيا وبناء التكتلات اللازمة لاحتواء الصين.


في هذا السياق، استضاف الرئيس الأمريكي، في 13 مايو/أيار في البيت الأبيض، تسعا من الدول العشر الأعضاء في رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) في قمة تعقد للمرة الأولى على الإطـ.ـلاق في واشنطن،

وعملت الإدارة الأمريكية في هذه القمة على تأكيد حرصها على إبقاء آسيا أولوية على الرغم من أشهر من التركيز المكثف على صد الغزو الروسي لأوكرانيا.

والدول المشاركة هي إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة والفلبين وتايلند وبروناي وفيتنام ولاوس وكمبوديا. ولم يُدع قادة المجلس العسكـ.ـري في بورما، وخصصت الولايات المتحدة كرسيا فارغا لتمثيلها في القمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى