Uncategorized

قصة البخيل الجزء الثاني

صل اسماعيل برجال الأمن وأخبرهم بلهجة باكية أنه وجد والده مقتولاً في غرفته فطلبوا منه أن لا يمس أي شيء الى أن يحضروا ….
حضر رجال الأمن وقاضي التحقيق والطبيب الشرعي …
أخبرهم اسماعيل أنه كان مسافراً وعاد هذا الصباح ..وفتح الباب ليدخل ففوجئ بصمت مريب .. ونادى اخوته وأمه ولكن لم يرد عليه أحد..
أخذ يتفقد الغرف فلاحظ الفوضى تعم المكان وأن معظم الأغراض مبعثرة…
ولما وصل لغرفة والديه شاهد جثة والده تسبح فوق بركة من الدماء … كاد أن يفقد وعيه ولكنه تمالك نفسه واتصل فوراً برجال الأمن وأنه لايعرف شيئاً عن عائلته فقد كان مسافراً منذ يومين لزيارة قريب له في البلدة المجاورة …
وبينما كان القاضي يقوم بالكشف على البيت حضرت زوجة المغدور وابنتاها وما ان شاهدت جثمان زوجها حتى هرعت اليه تحتضنه بعد أن مزقت ثيابها وهي تصرخ باكية نادبة …
كذلك فعلت كبرى البنتين أما الصغرى فقد دخلت غرفة أخرى وهي تبكي بصمت …
حاول رجال الأمن نزع البصمات ولكن دون فائدة .. ولم يعثروا على بصمات لأشخاص غرباء … وقد تبين للمحقق أن الجاني قد سرق مبلغ خمس مئة ألف ليرة كان المغدور يخبئها بزناره ….
وعندما سئلت الزوجة والابنتان عن مكان تواجدهما أثناء وقوع الجريمة ذكرن انهن كن في زيارة لبيت شقيقتهن الكبرى حميدة وقد تأخر الوقت فبتن هناك …
وعندما سئلن عن امكانية وجود أعداء أو خصوم للمغدور ذكرن أنهن لا يعرفن أحداً بالذات فله خصوم كثر من الزبائن أو المنافسين أو الحمّالين.. كما أنه كان مطمعاً للصوص ..
أخذ القاضي يتجول في الغرف .. وعندما وصل الى غرفة البنات لاحظ أن احدى الفرش مبتلة بالماء … وعندما اقترب منها لاحظ رائحة البول تصدر عنها …التفت الى النسوة وسألهن من كان يبيت هنا يوم أمس .. فنفين أن تكون احداهن ..!!! أو أنهن يعرفن ذلك…
وعندما سألهن عن باقي أفراد الأسرة ذكرن أنه لا يوجد سوى اسماعيل الذي كان مسافراً وأحمد الذي يبلغ الخامسة وأنه كان معهن …
استدعى رجال الأمن العشرات من المجرمين أصحاب السوابق في مجال السرقة للتحقيق معهم ولكن دون جدوى …
أخذ القاضي يقيّم الافادات وأقوال الشهود ويعيد النظر بالقضية أكثر من مرة …ولم يجد ثغرة يمكن أن ينفذ منها .. سوى أنه توقف عند فكرة خطرت له وهي ما معنى أن يغيب جميع أفراد الأسرة بذات اليوم الذي وقعت فيه الجريمة ..؟؟!!
تقصى صحة خبر سفر اسماعيل ووجوده في المدينة التالية وقت وقوع الجريمة فأكد ذلك صاحب الفندق الذي نزل فيه وعماله ولكنه لم يلغ تساؤلاته…
اذا كانوا جميعاً لم يناموا في البيت تلك الليلة ..اذاً من أين جاء البول على الفراش ؟؟ وخاصة أنه لم يلحظ وجود حيوان في البيت …
قام بزيارة للأسرة اعتبرها زيارة تعزية..وأخذ يربت على كتف الصغير أحمد وهو يداعبه ثم وضعه في حضنه .. وأخذ يسأله بحنان عن اسمه وأهله ..ثم سأله فجأة : ” بتعرف مين قتل بابا ” ؟؟؟
امتقعت كل الوجوه وقد ران صمت ثقيل على أجواء الغرفة … العيون كلها اتجهت نحو الطفل .. وبحركة لا شعورية تحركت الأم لتنزع الطفل من حضن القاضي ولكنه ردّها..
وعاد ليسأل الطفل : ” أتعرف من ذبح بابا بالسكين ؟؟ “
أجاب الطفل بعد تردد…يتبع
الجزء الثالث والاخير من هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى