Uncategorized

قصة الطاهرة الجزء الثاني

عاد الأب بعد أن دار على جميع أقاربه.. وعندما علم بأمر الرسالة و عدم عودة سلوى اتصل فوراً برجال الأمن.. وسأل جميع المستشفيات عنها لكن بدون طائل…

خطر له أنها ربما تكون قد سافرت إلى شقيقها حكمت.. سافر إليه في صبيحة اليوم التالي.. اضطرب الابن عندما رأى والده أمامه.. إذ لم يتوقع مجيئه في مثل هذا الوقت لابد أن أمراً مكروهاً قد حدث فمظاهر الأعياء بادية على وجه أبيه سأله عن ما به.. قصّ الأب على ابنه قصة اختفاء سلوى…

حضر رجال الأمن واستفسروا عن ظروف الاختفاء و نظموا محضراً بذلك.. لم يستطع رجال الأمن إخفاء شكوكهم بأن سلوى لابد قد هربت مع عشيق لها…

أحست العائلة بالإحباط بسبب أقوال الشرطة فجندوا معارفهم كما استأجروا بعض الرجال للبحث عنهم وانقطع الأب عن عمله وحكمت عن دروسه…

مرّ عليهم أسبوع كامل وهم على هذه الحالة إلى أن أصابهم إعياء و ملل فعاد حكمت إلى جامعته وعاد الأب إلى عمله…بينما كانت الأم لا تزال طريحة الفراش نتيجة أزمة قلبية ألمّت بها إثر الحادث..

وبينما كان حكيم يتجول في الحديقة شمّ رائحة نتنة تنبعث من زاوية مهملة فيها.. اقترب منها فازدادت الرائحة.. بحث عن مصدرها لكنه لم يعثر على شيء.. وفي المساء تحدث مع أبيه عن وضع الحديقة المهمل وعن الروائح الّتي تنبعث منها…

اقترب الاب من المنطقة التي تصدر الرائحة منها لاحظ أن وضع التربة غير طبيعي حاول أن ينكشها بعود من خشب لكنه صعق عندما رأى يداً آدمية تظهر له

وكاد أن يغمى عليه وبدأ العرق البارد يتصبب من جسمه هرع إلى الهاتف و اتصل برجال الأمن الذين هرعوا فوراً وأخذوا ينبشون التربة و استخرجوا منها جثة سلوى…

كانت الجثة متفسخة ولكن لم يظهر عليها أيّة آثار خارجية للشدة والعنف…تم تشريح الجثة و تحليل الجوف حيث تبين أنها تحتوي على كمية كبيرة من مادة الزرنيخ القاتلة

كما تبين أن تم الاعتداء عليها واغتصابها منذ مدة طويلة و أنها حامل في الشهر الثاني…أخذ الأب يقص تفصيلات القضية لوكيل النيابة الّذي تولى التحقيق.. كان واضحاً الارتباك الشديد عليه.. لم يكن يصدق أن سلوى الخجولة الطاهرة يمكن أن تفعل هذا…

انصرف ذهن وكيل النيابة فوراً إلى أن الجريمة قد تمت غسلاً للعار وبدافع كتم الفضيحة.. وقد ثبت أن الأب كان في مهمة عمل عمد وقوع الجريمة

كما أكد الشهود أن حكمت كان يتابع دروسه في العاصمة.. كما أنه من الواضح أن حكيم لا يستطيع ارتكاب الجريمة نظراً لصغر سنه…كان هناك احتمال آخر هو أن يكون عشيقها قد أقدم على قتلها إثر خلاف بينهما…

أخذ وكيل النيابة يتجول في غرف البيت.. قلّب كتب و دفاتر سلوى لعله يصل إلى ما ينير له الدرب.. وبينما كان يتفقد الكتب والدفاتر لاحظ وجود كتاباً جامعياً

عن علم التشريح..سأل عن عائدية الكتاب فأجيب أنه لحكمت فهو يدرس بسنة أولى صيدلة.. سأل وكيل النيابة والد سلوى متى حضر حكمت إلى البلدة فأجابه…يتبع
الجزء الثالث والأخير من هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى