Uncategorized

قصة الساكن. الجزء الأول

اشتغلت بيبي سيتر!! برغم اني راجل، بس مكنش قدامي إلا الشغلانة دي لإني عاطل بقالي كتير والظروف من صعب لأصعب، وإلتزا ملهاش أول من اخر..

لقيت اعلان في جرنال الوسيط، كان عبارة عن ان مطلوب بيبي سيتر، جليسة اطفال، وكان المرتب قليل جدا، وعشان كده قت كنت عارف انهم هيقبلوا، لأن مفيش حد هيقبل يشتغل ب٨٠٠جنيه في الشهر

اخدت الرقم من الإعلان واتصلت وردت عليا ست كبيرة، صوتها بيدل انها في الخمسين من عمرها!!..

وحددت لي ميعاد تاني يوم بليل الساعة ١٢!!..
خوفت وقولت لنفسي هو فيه ميعاد شغل، او انتر فيو يبقى الساعة ١٢ بليل!!!..

لكن بعد لحظات وافقت واخدت العنوان اللي كان في ش اسماعيل محمد، الزمالك…

عدى اليوم وانا عمال افكر في الموضوع، وقلقان اني اروح وفي نفس الوقت محتاج لاي شغل يجيب حتى مصاريفي، وبم انه في بيت يبقى هاكل واشرب وهوفر الفلوس بتاعت المرتب، وقررت انزل واروح المقابلة، اهو اي حاجة بقى وخلاص…

وصلت للمكان، فيلا صغيرة جدا، بتتوسط عمارتين، لها مدخل صغير لجراج يساع عربية واحدة، وباب للفيلا نفسها، من دور ارضي ودور اول علوي..

س الله ورنيت الجرس، ففتحت لي ست عجوزة، عدت الستين، ماسكة عكاز اسود غريب اليد بتاعته عبارة عن رأس افعى!!، بصت لي بعد ما نزلت النظارة اللي لبساها على طرف مناخيرها ودققت في ملامحي وكإنه فحص طال لثواني وقالت: انت مين؟!..

انا مين؟! انا يافن كلمت حد امبارح في التليفون بخصوص الإعلان ده، ووريتها الاعلان، فقالت: اه، افتكرت، معلش ي، ثواني ورجعالك..

غابت لدقايق ورجعت معاها كحول، وكام بخاخة كده فيهم معق، وفضلت ترش عليا لحد مكان هيجيلي ضيق تنفس…

­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­
وبعدها قالت لي اتفضل ادخل، معلش يا حبيبي، انت عارف المرض، ولازم ناخد احتياطاتنا، انا ست كبيرة وفيه كمان طفل جوه…

ابتسمتلها وقولتلها انا مقدر يافن طبعا، ربنا يعدينا منها على خير ان شاء الله..

مشيت قدامي، وانا كنت بتبعها، وانبهرت بتصميم الفيلا القديم من الداخل والزخرفة والنقوش الجميلة اللي على سقف الفيلا والجدران، تابلوهات فنية في كل مكان، وشكلها قيمة جدا،

بالإضافة للتحف والأثاث اللي يحسسك ان دخلت متحف لل الأثرية النادرة،كان المنظر جميل كإني بتمشي في متحف…

كل ده عدى فات دقيقتين تقريبا في مكان واسع كبير من باب الفيلا لحد ما وصلت لاخر المكان، برغم ان الفيلا تبان صغيرة من الخارج الا انها واسعة جدا من الداخل،

وفي اخر المكان ده اللي ممكن اطلق عليه ان صح التعبير الريسيبشن بتاع الفيلا، او المتحف الصغير ان صح القول..

لقيت راجل عجوز جدا قعيد كرسي متحرك يبان عليه الكبر والشيب، وطفل يبدو عليه ان بيعاني من مرض نفسي، لان حركاته مكنتش طبيعية، وبدأت الست تعرفني عليهم وقالت:

ده ي زوجي، الدكتور توفيق بدران، دكتور المخ والاعصاب في جامعة كامبريدج، وده ابني رامز، عنده ١٢ سنه، بس بيعاني من مرض غريب ونادر في المخ، واعرفك بنفسي، انا اسمي مدام ألفت البنا ، وانا اسمي عبد الله حسين يا فن…

اهلا يا عبدالله، انا عارفه ان الشغل صعب، وعارفه ان المرتب قليل بس نظرا للظروف ده اللي نقدر نوفره حاليا،
وصدقني، هتكسب ثواب كبير في مراعاة اتنين عجايز وطفل مريض،

البيت بيتك، كل واشرب زي ما تحب، واختار اي أوضة تحبها عشان تكون اوضتك، انت هتبقى معانا طول الاسبوع، وهتنزل اجازة يوم الجمعة من الصبح تجي السبت الصبح، وانا هزودلك المرتب، شكلك شاب طيب ومحترم..

قولتلها انا موافق بس لازم ارجع البيت دلوقتي اجيب هدومي وارجع لاني معملتش حسابي خالص، فوافقت، ومشيت…

كنت متردد ارجع، بفكر ومحتار وعقلي فقد صوابه!!ارجع ولا مرجعش، عقلي يقولي اهرب وقلبي يقولي هتاخد ثواب كبير لحد ما الفجر اذن وصليت وبعدها قررت، قررت اني ارجع واقبل الشغل…

نمت شوية بعد الفجر وصحيت على ٩ الصبح حضرت شنطتي وفهمت اهلي اني هشتغل في اسكندرية ومش هعرف اجي الا كل اسبوع يوم، ومشيت في اتجاه الفيلا، وصلت

واول حاجة مدام ألفت قالتهالي:
كنت متأكدة انك هتختار انك ترجع برغم صعوبة الشغل، شكرايا عبدالله انك جيت..

ودخلت وبدأت تحكيلي:
عارف يا عبدالله، انا عندي ٦٢ سنة، وزوجي عندة ٨٠سنة، خلفنا رامز على كبر بعد ما فقدنا الأمل، وده كان سبب يمكن في مرضه، يمكن ربنا بيمنع عنك حاجة لسبب وبتفضل تلح فبيهالك عشان تعرف هو ليه كان مانعها عنك،

او يمكن عشان يخفف عنك في الدنيا، كإختبار وبلاء، الولد اتولد طبيعي جدا، ومع مرور الوقت ووصل لسن ٧ سنين بدأ يتغير، ويخترع شخصيات في خياله ويعيش معاها، ومع الوقت اتحبس في العالم الافتراضي ده اللي هو اخترعه،

زوجي حاول يعالجه، لكن مقدرش وده سبب مرضه، انه فشل يعالج ابنه اللي اتمناه من الدنيا، فاتشل وفقد الكلام والحركة، وهو كده بقاله سنتين كاملين..

مش عايزة اصدعك اكتر من كده، قوم ادخل الأوضه دي، انا رتبتهالك بنفسي عشان دي على الشارع وفيها بلكونة صغيرة وهتتبسط بيها وفيها، قوم رتب في الدولاب وخد م وتعالى نفطر، انا بحب اعمل الاكل بنفسي..

قومت وكنت حاسس بإرتياح تجاه مدام ألفت وشفقه.في النفس الوقت على حالها وحال اسرتها، وفكرت في كلامها وانا بقول لنفسي:صحيح ان الإنسان ممكن يبقى

فاكر ان ربنا مانع عنه رزق، سواء في فلوس او اطفال ، لكن هو بيبقى منع بلاء،

ويفضل الانسان يقول ليه يارب، ليه يارب واشمعنا، فربنا يوريه ليه اشمعنا المنع، فيرجع يقول ياريتني ما استعجلت، لإن ربنا اعلى واعلم..

فتحت الاوضة ودخلت، وبدأت افرغ محتويات الشنطة وارتب الهدوم في الدولاب وفجأة الباب اتقفل!! بصيت ورايا لقيت رامز واقف ورا الباب اللي واضح ان هو اللي قفله وب لي بنظرات تحدي رهيبة!!!…

وقال: مش هتطول معانا كتير، وفتح الباب وجري وهو بي!!!!

فتحت الاوضة ودخلت، وبدأت افرغ محتويات الشنطة وارتب الهدوم في الدولاب وفجأة الباب اتقفل!! بصيت ورايا لقيت رامز واقف ورا الباب اللي واضح ان هو اللي قفله وب لي بنظرات تحدي رهيبة

وقال: مش هتطول معانا كتير، وفتح الباب وجري وهو بي!!!!!

خمنت ان فعله ده اثر مرضه وانه يستحق الاحترام اكتر من الخوف تجاهه،واكيد قدامي مهمة صعبة وكبيرة ولكن هي ثواب سواء نجحت او فشلت فيها…

ورجعت تاني اكمل ترتيب دولابي الجديد بعد ما رامز عطلني…

كملت ودخلت اخد دش عشان افوق شوية وابدأ استلم مهام وظيفتي الجديدة، واول ما دخلت لقيت البانيو مليان،فقولت اكيد مدام ألفت وهي بتجهزلي الأوضة حبت توفرلي جو عائلي عشان ما احسش اني غريب…

وأول ما قربت من البانيو اتحولت المايه بلون الد.. **م!!!،

وظهر شخص نايم في قاع البانيو وعنيه مب*رقه!!!،
اول ما شوفت المنظر جريت عشان افتح الباب واهرب واخرج بره لكن الباب كان مقفول ومعرفتش افتحه، وفضلت احاول في فتح الباب وانا نظري مشتت ما بين الباب ومابين البانيو،

وفجأة لقيته واقف قدامي!!!، الشخص الل كان نايم في قاع البانيو تحت المايه واقف قدامي، واقف جوه البانيو، ولسه عنيه مبرقه، بس ملامحه المره دي قدرت احددها، كان رامز!!!..

في الوقت ده الباب اتفتح معايه واول ما خرجت وانا لقيت مدام ألفت قاعدة في الأوضة وبتقولي: انا عارفه انك هتمشي، بس ارجوك، اقعد، مشيش،

عارفة ان القعدة هنا مستحيلة، هتشوف اللي عمرك خيله، لكن لو قدرت تتجاهله ومع الوقت مش هيظهر تاني، انا ارتحتلك، ارجوك كمل…

كلامها ونبره صوتها في التوسل ليا ووعها المخنوقة وارتجاف ايديها كانوا السبب اني بدون أي شعور بجاوبها وبقولها، هقعد، انا مش خايف، بس ده كان

مفاجئة بالنسبالي، بس ياريت تعرفيني كل حاجة عشان اعرف حجم اللي بواجهه…

ملامحها اتغيرت واصابها خوف كبير جدا!! وشاورتلي على باب الأوضة المقفول اللي اول ما بصيت ليه اتفتح لوحده ببطئ!!!!!…

وبدأت اسمع صوت ضحكات طفل صغير وفي ثواني ظهر قدامي بيجري.

وبيجري وراه الست ألفت، وباين عليها انها في سن اصغر بكتير من اللي شوفتها عليه!!!،
ولما بصيت جمبي ملقتهاش!!!..

فرجعت بنظري تاني لخارج الأوضة ولقيت مدام ألفت بتلعب مع رامز، كان رامز فعلا وهو لسه طفل سوي قبل ما يصيبه المرض، والدكتور توفيق قاعد ب لهم بكل حب ومرسوم على كامل ملامحه ابتسامة راحة وتأمل وحب كبيرة..

قاطعني صوت مدام ألفت بتقول: تحب تكمل؟.

هزيت راسي بإني موافق، ولقيت نفسي واقف خارج الاوضة، وتحديدا عند الباب الفيلا من جوه، والجرس بيرن، ومدام ألفت بتفتح الباب فتظهر ست في اواخر الاربعينات،

بدين ووشها شاحب وهزيل جدا! وبشرتها خمري تميل للسمار، عباية سودا وفي ايدها شنطة كبيرة من بتوع السفر، وبتعرف نفسها وقالت بصوت رجالي نوعا ما: انا نعمه اللي جاية اشتغل مربية.

مدام ألفت دخلتها وبدأت تتكلم معاها وبعدها دخلت الست نعمه لنفس الأوضة اللي انا حطيت هدومي فيها!!!!..

فجأة لقيت نفسي في الأوضة ومدام ألفت بتسألني للمرة التانية: تحب تكمل؟.

فقولتلها: هكمل، بس أعرف الأول ايه اللي بيحصل؟ وليه انا؟، ليه اختارتيني انا بالذات؟!..يتبع

الجزء الاخير من هنا

او اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى