Uncategorized

قصة الرجل العابد والسحابة التي تظله قصة بعبرة وعظة

يحكى أنه كان في بني إسرائيل رجل من العباد والأتقياء الكبار ، و المشهورين بالعبادة المعصومين المشهورين بالزهد في الدنيا ، وكان اذا دعا ربه أجاب

واذا سأله أعطاه واتاه ما يريد ، وكان يسير في الجبال وقوام الليل ، وكان الله سبحانه وتعالى قد سخر له سحابه ، كانت تسير معه حيث يسير ، وتمطر عليه ماء منهمر في القحط ، ومازال على ذلك الى ان اقترف ذنبا وهنا اعتراه فطور وقحط ، وحجب عنه الله اجابته واختفت سحابته ، فحن الرجل العابد إلى زمن الكرامة فأخذ يتحسر ويتأسف على ما فعل .

وفي ليله من الليالي ، قيل له في منامه ان شئت ان يرد الله عليك صحبتك وسحابتك ، فاذهب إلى الملك الفلاني في بلد كذا وكذا ، يدعوا لك فان الله سبحانه وتعالى يردها عليك ،ويسوقها اليك ، وببركة الدعوات الصالحات والشهداء ، مشى العابد يقصد الملك الصالح كما شاهد بالرؤيا ليدعوا الله له ليرد عليه سحابته ودعوته المسجابه

صار الرجل يقطع الأرض حتى دخل البلدة التي ذكرت له في المنام ، سال عن الملك وصار الى قصر فاذا عند باب القصر الغلام قاعد على كرسي عظيم ، وعليه كسوه هائل ، توقف الرجل وسلم عليه وقال ما حاجتك قال انا رجل مظلوم ، وأتيت الى الملكة ، ارفع قصتي للملك .

قال له الحارس اذهب وتعالى ذلك اليوم ، لانه قد جعل لاهل المسائل في الاسبوع يوم ، يدخلون عليه فيه ، وهو يوم كذا وكذا ، فسر رشدا حتى ياتي ذلك اليوم ، فغضب الرجل وقال كيف يكون هذا الرجل ولي من اولياء الله عز وجل ، وهو مثل هذا الحال

وذهب ينتظر اليوم الذي قيل له عليه فلما كان ذلك اليوم الذي ذكره البواب ، دخل فوج فوجد عند الباب الناس ينتظرون الإذن في الدخول فوقف معهم الى ان خرج وزير عليه ثياب هائلة ، وبين يديه خدم وعبيد ، فقال لتدخل ارباب المسائل دخلت مع أفواج الناس .

فاذا الملك قاعد وبين يديه ارباب مملكته على قدر مقاديرهم ومراتبهم ، فوقف الوزير وجعل يقدم واحدا بعد واحد حتى وصل إلي فلما قدمني الوزير ، نظر الملك وقال مرحبا يا صاحب السحابه اجلس حتى تقعد افرغ من المظالم ، فتحيرت واعترفت مرتبته واعترفت بركبته

وفضله فلما قضى بين الناس و فرغ منهم ، قام وقال للوزير وارباب المملكة ، ثم اخذني الملك من يدي الى قصره ، فوجدت على باب القصر عبد اسود ، وعليه ثياب هائله وعمامه عالية فوق راسه ، واسلحه كثيرة ، ثم فتح باب القصر فدخل الملك ، ويده في يدي .

دخل الملك الى منزل خرب ، ليس فيه الا سجاده وإناء الوضوء و شيء من الصوف فوق الارض ، نزع ملابسه وارتدى ثياب خشن من الصوف الابيض ، و جعل على راسه قنصوه

ثم أقعده وقعدوا ونادى الملك قائلا ، يا فلان قال لها اندرين من ضيفنا في هذا اليوم ، قالت نعم هو صاحب السحابة فقال لها اخرجي لا عليك منه ، فاذا هي امراه كأنها الخيال وجهه يتلألأ بالنور ، ثم قال له هل تريد ان تعرف خبرنا او ندعوا لك وتنصرف ، قال بل اريد ان اسمع خبر كم

فقال له لقد كان ابائي واجدادي يتداولون المملكة و يتوارثونها ، كابرا عن كابر إلى أن وصل الأمر الي ، فاردت ان اسيح في الأرض وأترك امر الناس لأنفسهم ، ولكني خفت عليهم من دخول الفتنه ، وتضيع الشرائع وتشتيت شمل الدين والناس، فتركت الامر على ما كان عليه وجعلت لكل راس منهم جارسا يأمر بالمعروف ، ولبست ثياب الملك ، وقعدت العبيد على الأبواب ليخيفوا اهل الشر .

وعينت من اهل الخير و اقامه الحدود ، فاذا فرغت من ذلك كله دخلت منزلي ، وازالت هذه الثياب ولبست ما تراه وتلك هذه ابنه عمي ، وافقت على الزهاد في الدنيا وساعدتني على العباده فنعمل من هذا الخصوص بالنهار ما نفطر به عند الليل ، ونحن على هذه الحال منذ 40 سنه ، فابقى معنا يرحمك الله حتى نبيع ما صنعناه بأيدينا وتفطر معنا وتبيت عندنا ان شاء الله تعالى ، ففعل الرجل فلما كان اخر النهار

دخل غلام خماسي ودخل وأخذ ما عمله من الخوص والحصر ، وصار به الى السوق فباعه ، واشتري الخبز والفول ، وأتى به ففطرت معهم ، ونمت عندهم افاقا من نصف الليل صليا ، وقال الملك اللهم ان هذا عبدك ، يطلب منك ان ترد عليه سحابته وانت على ذلك قدير اللهم ارزقه اجابه السؤال ، فاذا السحابة تقف في السماء فودعهما وانصرف ، ومن يومها لا يرد الله تعالى له سؤال في الدنيا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى