close
الأخبار

ما أهمية تحديث “الاتحاد الجمركي” بين أنقرة وبروكسل على الاقتصاد التركي فهل سنشهد تحسن ملحوظ لليرة.؟ المصادر تجيب

قالت بيرنا كوزباشي، منسقة مجالس الأعمال التركية الأوروبية في مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية في تركيا، إن تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي يخدم مصلحة كلا من تركيا والاتحاد الأوروبي.

حديث كوزباشي في مقابلة مع وكالة الأناضول، يأتي مع حلول الذكرى السنوية السابعة والعشرين لتوقيع اتفاقية الاتحاد الجمركي بين تركيا والاتحاد الأوروبي في 6 مارس/ آذار 1995، ودخلت حيز التنفيذ في 1 يناير/ كانون الثاني 1996.

ويشكل تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي، أهمية لتركيا التي شهدت ثورة في عديد القطاعات الاقتصادية والتكنولوجية منذ تلك الفترة، وعززت موقعها ضمن قائمة مجموعة العشرين (G20).

وبموجب الاتفاقية، تم إلغاء الرسوم الجمركية في تجارة السلع الصناعية وإلغاء تقييد كميات البضائع وبدء تطبيق تعريفة جمركية مشتركة للدول الخارجية.

وأضافت كوزباشي أن تناول مواضيع مثل الخدمات والمنتجات الزراعية والمشتريات العامة والرقمنة والطاقة الخضراء، في مفاوضات تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي، ستنقل هذه الاتفاقية إلى نقطة مختلفة تماما.

والاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأكبر لتركيا، كما أنه ثاني أكبر اقتصاد في العالم بحصته في صادرات وواردات السلع العالمية.

وتابعت: “في عام 2021، حطمنا رقما قياسيا في تاريخ الجمهورية بحجم صادرات بلغ 225.4 مليار دولار، ذهبت 41.3 بالمئة منها إلى بلدان الاتحاد الأوروبي”.

“لذلك فإن تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي، مع مراعاة الحقائق والتطورات الجديدة في عالم الأعمال، سيخدم مصلحة كلا من تركيا والاتحاد الأوروبي”.

ويعتبر معالجة مواضيع مثل الخدمات والمنتجات الزراعية والمشتريات العامة والرقمنة، واتفاقية أوروبا الخضراء في إطار تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي، أولوية.

وفي ديسمبر/كانون أول 2019، أعلنت المفوضية الأوروبية عن اتفاقية أوروبا الخضراء التي تهدف تقليل انبعاثات الكربون لتصبح أول قارة محايدة للكربون بحلول 2050.

وتعد متابعة الموضوع والتغيرات المتعلقة به وتحقيق الانسجام مع تلك التغيرات، من قبل القطاعات المعنية في تركيا، أمرا ضروريا لحماية تنافسية الصادرات التركية إلى شريكها التجاري الأهم.

وشكلت تركيا مجموعة عمل الاتفاقية الخضراء، بتنسيق من وزارة التجارة التركية لتحديد التأثيرات المحتملة للاتفاقية على الصادرات التركية لأوروبا، والبدء في الخطوات اللازمة لتحقيق المواءمة معها.

“من المهم للغاية إجراء تحديثات في الاتحاد الجمركي، من أجل زيادة تسهيل مجالات تصدير الخدمات وتوريدها، وتوفير تسهيلات إضافية للمواطنين والشركات الممارسة للأعمال التجارية في سوق الاتحاد الأوروبي”، وفق كوزباشي.

وزادت: “من المهم ضمان التنسيق في مجالات، مثل أجندة ولوائح التحول الرقمي، وخاصة حماية البيانات الشخصية.. إن إشراك القطاعات المختلفة في عملية تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي.. سيشجع الشركات الصغيرة والمتوسطة في بلدان الاتحاد الأوروبي”.

وأشارت كوزباشي إلى أن اتفاقية أوروبا الخضراء مع الاتحاد الأوروبي، من شأنها أن تخلق تحولا بالنسبة لتركيا، فضلًا عن التأثيرات الإيجابية لهذه الاتفاقية في جوانب مختلفة من الدبلوماسية إلى الثقافة، ومن الصناعة إلى استراتيجية التنمية.

“من المهم بالنسبة لتركيا استثمار أموال صناديق التمويل التابعة للاتحاد الأوروبي، والداعمة لعملية التكامل مع الطاقة الخضراء في الاتحاد الأوروبي، وإعطاء الأولوية للاستثمار في مجالات الطاقة الخضراء والاستثمارات الأخرى الصديقة للبيئة”.

وذكرت كوزباشي أن تركيا اتخذت مؤخّرا بالفعل، خطوات قيمة في مجال زيادة عدد الاستثمارات الصديقة للبيئة.

وتابعت: “الزخم الذي أوجدته خطة عمل اتفاقية أوروبا الخضراء واستعدادات التحول الأخضر، التي أعدتها وزارة التجارة التركية، من شأنها أن تفتح الباب أمام تغييرات مهمة في الفترة المقبلة”.

وفي معرض إشارتها إلى الجهود التي بذلها مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية في تركيا، على طريق تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي، قالت إن المجلس ومجموعة العمل التابعة للاتحاد الأوروبي، واصلا العمل في بروكسل من أجل انجاز عملية التحديث حتى خلال فترات وباء كورونا.

وشددت كوزباشي أن تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي، يأتي على رأس جدول أعمال المجلس، الذي يسعى لتسهيل العمل في عالم الأعمال وتحقيق الربح المتبادل والمصالح التجارية للجانبين التركي والأوروبي.

ومن شأن التحديثات التي تطالب بها تركيا، أن تقوم برفع حجم التجارة بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي بشكل ملحوظ، الأمر الذي سينعكس بشكل مباشر على تقليص العجز في الميزان التجاري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى