Uncategorized

قصة اللسات المقطوع الجزء الثاني

جلس القاتل فوق صدر أبي أحمد وجز عنقه من الوريد الى الوريد ولما تأكد من موته فتش أنحاء الغرفة وأخذ ما طالته يداه من مال و مجوهرات وهرب ……

وفي الصباح جاء أحمد وهو يحمل معه الحلوى … فوالدته تحب الحلوى كثيراً … طرق الباب طرقات خفيفة وانتظر أن تسرع أمه لفتح الباب … ولكن أحداً لم يجيب رغم انتظاره دقيقتين ….

طرق الباب بشدة واستمر يطرق الباب بطرقات متلاحقة … بدون فائدة ..انها الساعة الثامنة والنصف … لابد أن مكروهاً قد حدث ……. طرق باب الجيران وسألهم عن والديه ولكنهم اجابوا أنهم لم يروهما خارجين من البيت ….

دفع أحمد الباب واستطاع بمساعدة الجيران أن يحطمه وركض فوراً الى غرفة نوم والديه …. وهناك رأى منظراً جمد الدم في عروقه …كان والداه ممدين على الارض وسط بركة من الدماء …

لم يتحمل المشهد فسقط مغشياً عليه … حمله بعض الجيران الى الغرفة الثانية واتصلوا برجال الشرطة الذين حضروا بسرعة بعد أن اتصلوا بدورهم بقاضي التحقيق ….

أغلق رجال الشرطة باب الغرفة ومنعوا الناس من الاقتراب وبدأوا باستجواب الأشخاص الذين شاهدوهم في مكان الحادث ….
وصل قاضي التحقيق يرافقه الطبيب الشرعي … وباشرا عملهما …

قام الطبيب بالكشف عن الجثتين وجاء بتقريره أنه لدى معاينة جثمان المغدور تبين اصابته بجروح في أنحاء متعددة من جسمه منها جرح نافذ في البطن أدى لتمزق الأحشاء .. وآخر اخترق الكبد وجرح عرضاني في الرقبة أدى لقطع الأوردة الدموية الرئيسية …

وشوهد جزء من اللسان مقطوع بسكين حاد … وأنه لدى معاينة المغدورة شوهدت جثتها مثخنة بالجراح وكان مجموعها أكثر من خمسة عشر جرحاً معظمها في الظهر …أحدهما اخترق الرئة اليسرى ونغذ الى القلب….

ولاحظ القاضي أن يدي المغدورة لا تزال متشبثة بثياب المغدور زوجها … وبفحص الغرفة شاهدهامقلوبة رأساً على عقب … كان واضحاً أن السرقة هي هدف الجاني أو الجناة …

ولكن الجاني لم يترك أي أثر يدل عليه … فلم تعثر الأدلة القضائية على أية بصمات غريبة … ولم تشاهد آثار العنف على الأبواب فيما عدا التحطيم الناجم عن كسر الباب الخارجي ……

استيقظ أحمد من اغمائه وذكر للقاضي أنه فوجئ بعدم رد والديه وقد شعر أن مكروهاً حدث لهما .. وأن والديه مسالمان لا يعرف لهما عدواً .. وليس هناك ما يغري بالسرقة فكل ما يملكانه لا يتعدى المئات من الليرات واسوارة ذهبية قديمة بيد والدته …

فكر القاضي كثيراً ووضع احتمالين … إما أن هدف الجريمة هو السرقة وهذا يعني أن السارق لا يعرف الكثير عن أوضاع المغدور … أو أن هناك أهدافاً أخرى ….

ولكن ماذا يمكن أن يكون الدافع للجريمة ؟؟؟ فالمغدوران عجوزان .. وقد أفاد الجوار وأقاربهما أنهما حسني المعشر ولا يوجد لهما أعداء…..

كما تبين أن القاتل قد مثل بجثة المغدور و قطع لسانه … اذاً لا بد أن هدف المجرم كان التخلص من المغدور وأن السرقة للتمويه …وأن المغدور قد أذاه بلسانه فلا يوجد تفسير آخر لقطع اللسان….

وقادته التحقيقات الى معرفته بوجود خلاف بين ابنة شقيقة المغدورة وزوجها حسين أدى بهما للطلاق … وأن المغدور كان قد انتصر لقريبة زوجته وشجعها على ترك زوجها …..

استدعي المشتبه به .. فتبين أنه قد غادر البلدة الى جهة مجهولة منذ الليلة السابقة .. وأفادت والدته أنه…يتبع
الجزء الثالث والأخير من هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى