إسلاميات

ما الحكمة من جعل خدم أهل الجنة ولدانًا مخلدين ؟

ما الحكمة من جعل خدم أهل الجنة ولدانًا مخلدين صغارًا في السن -حسب ما فهمت؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالحكمة التي نصّ عليها من اطّلعنا على كلامه من أهل العلم في جعل خدم أهل الجنة ولدانًا، وليسوا كبارًا، تدور على كون هذه السن: أنشط وأخف في الخدمة، وأسرع في الاستجابة، وأقرب لرفع الحـ.ـرج عن المخدوم، قال القرطبي في جامعه: يخدمهم ولدان مخلدون؛ فإنهم أخف في الخدمة. ثم قال: مخلدون، أي: باقون على ما هم عليه من الشباب، والغضاضة، والحسن، لا يهرمون، ولا يتغيرون، ويكونون على سن واحدة على مر الأزمنة. اهـ

.وقال ابن عاشور في «التحـ.ـرير والتنـ.ـوير»: وأحسن من يتخذ ‌للخدمة الولدان؛ لأنهم ‌أخف حركة، وأسرع مشيًا. ولأن المخدوم لا يتحرج إذا أمرهم أو نهاهم. اهـ.

وجاء في «التفسير الوسيط لمجمع البحوث»: ولعل الحكمة في أَن الله فطرهم وخلقهم على تلك الصورة، أَنهم في سنهم هذه يكونون ‌أَخف في ‌الخدمة، وأَسرع في الاستجابة؛ تلبية لمخدوميهم، وإِرضاءً لهم، وهم مع ذلك باقون ودائمون على ما هم عليه من الشباب، والغضـ.ـاضة، والحسن، لا يهرمون، ولا يتغيرون. اهـ.

ويؤكد هذا أن هؤلاء الولدان لم يذكروا في القرآن إلا مع ذكر الطواف على أهل الجنة بالخدمة، وهذا في ثلاث مواضع في كتاب الله تعالى: قوله -عز وجل-: وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ [الطور:24]، وقوله: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ [الواقعة:17] وقوله: وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا [الإنسان:19].
والله أعلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى